الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل هي استثمار في صحة الأم والطفل على المدى القصير والطويل. إنها عملية فسيولوجية طبيعية فريدة، توفر للرضيع كل ما يحتاجه من عناصر غذائية ومناعية، وتبني رابطة عاطفية قوية بين الأم وطفلها.

أولاً: فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

1. تعزيز المناعة والحماية من الأمراض

• يحتوي حليب الأم، وخاصة اللبأ (Colostrum) في الأيام الأولى بعد الولادة، على أجسام مضادة وخلايا مناعية (مثل اللاكتوفيرين وخلايا الدم البيضاء) تحمي الرضيع من أمراض مثل الإسهال، الالتهاب الرئوي، التهاب السحايا، نزلات البرد، والتهابات الأذن.
• يقلل من خطر الإصابة بالحساسية، الربو، الأكزيما، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).

2. تغذية متكاملة ومتوازنة

• يتكيف حليب الأم مع احتياجات الطفل المتغيرة.
• يحتوي على التوازن المثالي من البروتينات، الكربوهيدرات (اللاكتوز)، الدهون، الفيتامينات، المعادن، الإنزيمات، والهرمونات اللازمة للنمو.
• سهل الهضم والامتصاص.

3. تطور الدماغ والقدرات الإدراكية

• الأحماض الدهنية الأساسية في الحليب تدعم نمو الدماغ والجهاز العصبي، مما يعزز القدرات الإدراكية والحسية.

4. صحة الجهاز الهضمي

• يحتوي على البروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء ويقلل مشاكل الهضم مثل الإمساك والغازات.

5. الوقاية من الأمراض المزمنة

• يقلل من خطر السمنة، داء السكري بنوعيه، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول مستقبلًا.

ثانياً: فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

1. تعزيز التعافي بعد الولادة: تحفز انقباض الرحم وعودته لحجمه الطبيعي، وتقلل خطر النزيف بفضل هرمون الأوكسيتوسين.
2. الوقاية من الأمراض: تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وداء السكري من النوع الثاني، وهشاشة العظام.
3. المساعدة في فقدان الوزن: تحرق السعرات الزائدة المكتسبة أثناء الحمل.
4. الرابطة العاطفية: تعمق العلاقة بين الأم وطفلها، وتقلل خطر اكتئاب ما بعد الولادة.
5. تنظيم النسل الطبيعي: قد تعمل كوسيلة طبيعية لمنع الحمل (لكنها ليست مضمونة 100%).

ثالثاً: مكونات حليب الأم

حليب الأم سائل حيوي معقد، يتغير ليناسب احتياجات الطفل حتى خلال الرضعة الواحدة.

المكونات الرئيسية:

• الماء: يشكل 88% ويوفر الترطيب الكافي.
• الكربوهيدرات: اللاكتوز كمصدر للطاقة، وسكريات قليلة التعدد التي تغذي البكتيريا النافعة.
• الدهون: المصدر الرئيسي للطاقة، مهمة لنمو الدماغ وامتصاص الفيتامينات.
• البروتينات: سهلة الهضم، تدعم المناعة وبناء الأنسجة.
• الفيتامينات والمعادن: A, C, D, E, K، الكالسيوم، الحديد، الزنك.
• الخلايا الحية: كريات دم بيضاء وخلايا جذعية.
• الأجسام المضادة: خاصة IgA لحماية الطفل من الجراثيم.
• الإنزيمات والهرمونات: للمساعدة في الهضم وتنظيم النمو.

رابعاً: اللبأ (Colostrum) – الذهب السائل

خصائصه:

• غني جدًا بالأجسام المضادة والخلايا المناعية.
• يعمل كملين طبيعي لإخراج العقي وتقليل اليرقان.
• غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن وعوامل النمو.
• يساعد على نضوج الجهاز الهضمي.

تنبيه: الاعتقاد بعدم وجود حليب في الأيام الأولى خطأ شائع. اللبأ كافٍ لاحتياجات الرضيع.

خامساً: أهمية الرضاعة المبكرة بعد الولادة

• تأسيس الرضاعة الطبيعية وتحفيز إنتاج الحليب.
• الحصول على اللبأ الغني بالمغذيات والمناعة.
• تعزيز الرابطة العاطفية بالتلامس الجسدي المبكر.
• تقليل نزيف ما بعد الولادة.
• تنظيم درجة حرارة الطفل.

سادساً: مخاطر الاعتماد على الحليب الصناعي

1. ضعف المناعة وزيادة التعرض للأمراض.
2. مشاكل في الهضم (إمساك، غازات، مغص).
3. زيادة خطر السمنة والأمراض المزمنة.
4. نقص المكونات الحيوية غير القابلة للتقليد.
5. مخاطر التحضير غير الصحيح وتلوث الحليب.
6. ضعف بناء الرابطة العاطفية مع الأم.

نداء لكل أم

أيتها الأم العزيزة، حليبك هو الغذاء الأمثل لطفلك، خاصة في أيامه الأولى،حتى لو لأحظتي عدم توفر الحليب أستمري بالرضاعه المتكرره كل ساعتين، وكل ماكانت عدد الرضعات متتاليه كلما تواجد الحليب بكثرة، مع التغذية الجيدة وآكل الأطعمة التي تساعد على أدرار الحليب، لاتقلقي من السمنه أبدا لأجل طفل صحي من دون أمراض، لا تجعلي الحليب الصناعي خيارك الأول إلا لضرورة طبية وباستشارة مختص. حليبك يحمي طفلك من الأمراض، ويمنحك أنتِ أيضًا حماية صحية لا تقدر بثمن.

راجعي نفسك، وامنحي طفلك حقه في الرضاعة الطبيعية، فهي هدية من الله لا تعوّض.

 تمنياتي بالصحة والعافية للجميع، وحفظ الله أبناءنا من كل شر ومكروه.