`
العفه

العفه

مفهوم العفة كأحد القيم الإيمانية التي تعكس نقاء النفس وطهارتها

العفة: خلق إيماني وشرف إنساني

العفة من القيم الإيمانية الرفيعة التي تعكس نقاء النفس وطهارتها، وهي صفة تتعلق بالابتعاد عن كل ما يخدش المروءة ويُفسد الأخلاق، وتشمل الرجال والنساء على حد سواء. إنها ليست مجرد التزام بالحياء أو ضبط الشهوات، بل هي أسلوب حياة يعكس الإيمان بالله تعالى والتمسك بما أمر به من الفضائل. للأسف، فقد بعض الناس العفة في تعاملاتهم اليومية، مما أدى إلى تراجع البركة والنعم في حياتهم. في هذا المقال، سنتناول تعريف العفة، أنواعها، أشكالها، وثمراتها.

 

أولاً: تعريف العفة

العفة هي خُلق إيماني نبيل، وثمرة عظيمة من ثمار الإيمان بالله. وهي دعوة للابتعاد عن كل ما يشين الإنسان ويقلل من مكانته في الدنيا والآخرة. تُعبر العفة عن قوة الإرادة والانتصار على النفس والهوى، وتجعل صاحبها يبتعد عن السلوكيات المرفوضة ويختار الأفعال الطيبة التي ترضي الله.

العفة تعني النزاهة والطهارة في القول والفعل، وغرس الأخلاق السامية والفضائل في المجتمع المسلم. إنها تمثل لذة الانتصار على النفس الأمّارة بالسوء، وتعزيز قيم الخير والحياء في كافة جوانب الحياة.

 

ثانياً: أنواع العفة

1. العفة عن المحارم:

تتجسد في ضبط النفس وكبح الشهوات غير المشروعة.

كف اللسان عن الخوض في أعراض الناس.

الامتناع عن المجاهرة بالظلم أو خيانة الأمانات.

 

2. عفة القلب:

الابتعاد عن التمني الحاسد وسوء الظن.

عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، إذ أن الحسد يؤدي إلى العداء والمخاصمة، وربما يتطور إلى جرائم أكبر.

 

3. عفة الجوارح:

اللسان: البعد عن السخرية، الغيبة، النميمة، اللعن، والهمز.

البصر: غض البصر عن المحارم وزينة الحياة التي تثير الشهوات المحرمة.

السمع: تجنب الاستماع إلى ما يخدش الحياء من كلام فاحش أو محرم.

 

العفة الكاملة تتحقق عندما يلتزم الإنسان بضبط جوارحه كلها، فلا يُطلقها إلا فيما يوافق العقل والشرع.

 

ثالثاً: أشكال العفة

1. العفة في كسب المال:

الامتناع عن قبول الأموال المحرمة أو المشبوهة.

الترفع عن أموال الصدقات، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي قال عن تمرة وجدها في الطريق: "لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها".

الحرص على الكسب الحلال مهما كان قليلاً، فإن الشكر والرضا يباركان الرزق ويزيدانه.

 

2. عفة الجوارح:

التزام المسلم بحفظ يده، عينه، وأذنه عن المحرمات.

الالتزام بالطهارة النفسية والجسدية حتى يتيسر له الزواج، استجابة لقول الله تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله).

 

العفة في الجوارح تحفظ شرف المسلم وتيسر له حياته، فهي وعد من الله لمن يحافظ على نفسه.

 

رابعاً: ثمرات العفة

1. طهارة الفرد ونقاء المجتمع:

العفة تجعل الفرد نقياً، وتؤدي إلى مجتمع خالٍ من الفواحش والجرائم.

 

2. كرامة في الدنيا ونجاة في الآخرة:

العفة دليل على رقي الأخلاق وضمان لرضا الله، كما أنها تقي صاحبها من نار جهنم.

 

3. النجاة من الفواحش وأضرارها:

العفة تحمي الإنسان من الوقوع في المحرمات وما يترتب عليها من مشكلات نفسية واجتماعية.

 

4. الحماية تحت ظل الله يوم القيامة:

ورد في الحديث الشريف أن العفيف سيكون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

 

5. برهان على الصبر:

العفة تعكس قوة الإرادة والصبر على شهوات النفس ورغباتها.

 

6. صون للأسرة:

العفة تحفظ كيان الأسرة من التفكك وتمنع انتشار الخيانة والمشكلات.

 

7. تقوية الإرادة:

الالتزام بالعفة يعزز من قدرة الإنسان على ضبط نفسه والتمسك بالفضائل.

 

قال الرسول ﷺ:

“ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عنكم، ومن يستعفف يُعفّه الله.”

وفي دعائه كان يقول: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).

العفة هي زينة الإيمان، وبها يرتقي الإنسان في الدنيا والآخرة. تمسك بها، واعمل على غرسها في نفسك وأهلك ومجتمعك لتنال رضا الله وبركاته.

 

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google سياسة الخصوصية and شروط الخدمة apply.