المدينة المظلمة ((الجزء الثالث))

في مدخنة الكوخ ونحن نجلس حولها نستمد الدفى من نارها وفعلا عندما اغمضنا اعيننا نحن الثلاثة وفكرنا بماقالته الفتاة راينا اننا في ذالك الكوخ كنت اسالها مالذي يحدث؟ وكيف حدث هذا ؟ قالت في هذه المدينة ليس هناك مخرجا الا إذا اردت ذالك انت واذا اردت شيء ستجده امام عينك اغمض عينيك فقط وسترى ما تريده امامك كما فعلنا ثلاثتنا قلت لها إذا أردنا اوجبه العشاء هل ستأتي قالت نعم ستأتي اخي أجاب قائلا هيا يا اخي دعنا الان من الاكل الذي تريده فالنفكر في خريطة الخروج كما قالت اختنا البعيدة في رسالتها النصية التي وصلت الى هاتفك فكرنا سويا لكن لم تاتي الخريطة قلت له لما لم تظهر الخريطة يا اخي قال لا اعلم لكن كيف لنا نحن الثلاثة عندما فكرنا في الكوخ وجدناه قلت ربما أحدنا لم يفكر ويتخيل خارطة الخروج سالت الفتاة هل فكرتي معنا بمخرج أو بخارطة الخروج قالت الفتاة لا اريد الخروج احببت هذا المكان الموحش بعيدا عن وحشة وظلمهم الناس الذين في الخارج لا يرحمون احد فقالت ابقيا معي هنا في هذه المدينة المظلمة قلت لها لابد ان نخروج من هنا وسوف تعيشين معنا انا واخواتي وامي واخواني في عائلتي قالت لا اريد لا اريد اخي قال لها مالذي حدث معك أيتها الفتاة في في السابق كي تكرهين العودة الى الواقع قالت سوف احكي لكما لكن سيأخذ وقتا لكي احكي لكما كل ماحدث لي من حرب وجوع والخوف .. ‏ فاعندما سأل اخي تلك الفتاة ماهيا قصتك ولماذا تريدين البقاء في هذا الظلام وهذه المدينة المظلمة قالت بصوت حزين سوف اقص لكما قصتي ولكن استمعا وانصتا لها وفي الاخير ستعلمون لماذا لا اريد الخروج من هذه المدينة المظلمة إلى الواقع انا كنت طفلة اعيش في كنف امي وابي بسعادة وفرحة ولدي اعمام واخوال وأبناء عمي وأبناء خالي متواجدون معنا عائلة واحدة فكبرت بين اسرتي سعيدة حتى وصل عمري الثانية عشر عام وهنا بدأت اوصافي تبدو اجمل واجمل ويروني في العائلة اني اصبحت انثى جميلة وكان والدي وامي فرحان بذالك ويحبونني كثيرا فخافا ابي من أعين الناس فقد لبست النقاب والعباية وانا في الثانية عشر عام ولكن كانو يعلمون أبناء عمومتي وأبناء اخوالي بجمالي فبدأ الصراع من سيمكنه أن ياخذني زوجه له ولكن والدي رفض ذالك وقال لهم قفو عند حدكم ابنتي مازالت صغيرة ولكنهم حاولو أذية ابي وكانو اعمامي يسعادون أبنائهم على ذالك واخوالي كذالك ساعدو أبنائهم على ذالك وفي إحدى الليالي ولدي قرر انه سياخذنا الى بيتنا في الريف فسحة وفجأة انقلبت السيارة لان المكابح كانت مفصولة بفعل فاعل وكان حادثا مؤلما فقد فقدت امي وابي بهذه اليلة المحزنة حينها اسعفني أحد ساكني المنطقة التي وقع بها الحادث كان رجلا عجوزا ذهب بي الى بيته وانا مغمى علي واعتنا بي بمساعدة زوجته وكانا الزوجين من ساكني القرى المجاورة لمكان الحادث ليس لهم أبناء وكنت حينها فاقدة للذاكرة ومرة الايام والسنين وانا اقوم برعي اغنام الرجل المسن وزوجته وكنت ابنه لهما دون ان اعلم انهم ليسو عائلتي لاني كنت فاقدة الذاكرة حينها وفي ذالك الوقت الذي كنت ارعي به الغنم ظهر رجلا على أطراف الطريق وناداني باعلى صوته أيتها الفتاة اين الطريق الذي يوصلني الى مدينة هذه المنطقة لم التفت إليه لا اعلم ما الذي جعلني اخاف وقلت له اسلك الطريق في خط مستقيم وانحني على اليسار وستصل الى مرادك هو قام بتشغيل سيارته فجاة فلمحت وجهه وخفت فرايت في ذاكرتي اني أعرفه وكنت خائفة فضطربت وقمت بالتحرك فمشيت مسرعه اسوق الاغنام الى المنزل اريد ان اعود الى دار تلكم المسنين ولم انتبه الى خطواتي وكنت أشعر بدوخة وفقدت الوعي فوقعت على رأسي بإحدى الصخور واغمى علي حتى اقتربت مني إحدى الاغنام لتلعقني بلسانها فعاد لي وعيي وكنت اقول ابي امي ابي امي واصيح بصوت عالي حتى أتى الرجل المسن من إحدى الحقول القريبة يقول لي ماذا بك يا ابنتي .