من التحديات الشائعة التي تواجهها الأمهات رفض الطفل للأوامر المباشرة، خصوصًا في المراحل التي يبدأ فيها بالسعي نحو الاستقلالية وإثبات الذات. الطفل بطبيعته يريد أن يشعر بأنه صاحب القرار، وأنه لا يُجبر على فعل شيء. لكن هذا لا يعني أن المهمة مستحيلة!
في الواقع، يمكن توجيه الطفل بطريقة ذكية تجعله يتعاون وينفذ ما تريدين دون مقاومة أو عناد، بل وهو يظن أن الأمر نابع من قراره هو! إليكِ مجموعة من الأساليب التربوية المجربة، التي تساعدك على تحقيق ذلك بسهولة:
أولًا: قدّمي له خيارات وهمية ذكية
الهدف: أن يشعر الطفل بالسيطرة على الموقف، دون أن تفرضي عليه القرار.
بدلًا من إعطاء أوامر مباشرة، قدّمي له خيارين كلاهما مقبول بالنسبة لكِ. بهذه الطريقة، يشعر بأنه يملك القرار، مع أنكِ في الحقيقة من حدد الإطار.
أمثلة:
بدلًا من: "ارتدِ ملابسك الآن!"
قولي: "هل تفضل ارتداء القميص الأزرق أم الأبيض؟"
بدلًا من: "اغسل يديك قبل الأكل!"
قولي: "هل تستخدم الصابون السائل أم العادي؟"
أو: "هيا نغسل أيدينا سويا وأنتم تضحكون وتتسابقون
لماذا تنجح هذه الطريقة؟
لأن الطفل لا يشعر أنه يُؤمر، بل يشارك في اتخاذ القرار، مما يجعله أكثر استعدادًا للتعاون.
ثانيًا: حوّلي الأوامر إلى لعبة أو تحدٍ ممتع
الهدف: تحويل المهام الروتينية إلى لحظات من المرح والتفاعل.
الأطفال بطبعهم يحبون اللعب والمنافسة. استغلي هذا الجانب فيهم لجعل المهام اليومية مغامرات ممتعة.
أمثلة:
بدلًا من: "اجمع ألعابك الآن!"
قولي: "من يجمع ألعابه أسرع، أنا أم أنت؟"
اوهياااا بني نتسابق أنا أرتب غرفتي وانت ترتب غرفتك
بدلًا من: "اذهب للنوم فورًا!"
قولي: "هل تستطيع الوصول إلى سريرك قبل أن أعد إلى 10؟ لنرَ!"
لماذا تنجح هذه الطريقة؟
لأنك تنقلين تركيز الطفل من “يجب أن أنفذ أمرًا” إلى “أنا أستمتع بالتحدي!”
ثالثًا: اجعلي الأمر يبدو كأنه فكرته هو
الهدف: إشراك الطفل نفسيًا في القرار ليشعر بالمسؤولية.
بدلًا من إصدار الأوامر بشكل صريح، اجعلي الطفل يشعر بأن ما تطلبينه منه يصب في مصلحته، أو أنه فكرته الخاصة.
أمثلة:
بدلًا من: "كُل طعامك!"
قولي: "هل رأيت كيف يأكل الأبطال؟ هل تريد أن تصبح قويًا مثلهم؟ هذا الطعام سيساعدك!"
أو مثلا تعرفي من هو قدوته واخبريه بأنه يأكل الأكل الصحي
بدلًا من: "اذهب لحل واجباتك!"
قولي: "أنا متحمسة لأسمع ماذا تعلمت اليوم! هل تشرح لي الدرس بعد ما تنهي واجبك؟"
أو: "أُريد أن أفتخر بك وترفع رأسي!"
لماذا تنجح هذه الطريقه؟
لأن الطفل يرى أن ما يقوم به يمنحه قيمة أو مكانة، لا أنه مجرد تنفيذ لأمر مفروض عليه
رابعًا: استخدمي العواقب الطبيعية بدلًا من التهديد أو الصراخ
الهدف: تعليم الطفل تحمّل مسؤولية قراراته بطريقة واقعية.
بدلًا من العقاب أو التهديد، اكتفي بعرض النتائج الطبيعية لما قد يحدث في حال لم ينفذ ما عليه.
أمثلة:
بدلًا من: "إذا لم ترتدِ معطفك، سأعاقبك!"
قولي: "إذا خرجت بدون معطف، قد تشعر بالبرد الشديد. ماذا تفضل؟ أن تكون دافئًا أم أن تتجمد؟"
بدلًا من: "إذا لم تضع ألعابك مكانها، سأرميها!"
قولي: "إذا بقيت الألعاب على الأرض، ممكن تنكسر أو تضيع. هل تود الاحتفاظ بها آمنة؟"
لماذا تنجح هذه الطريقة؟
لأن الطفل يتعلم من التجربة الواقعية، وليس من الخوف، مما يجعله أكثر وعيًا ومسؤولية.
خامسًا: خففي من الأوامر المباشرة، وزيدي التحفيز الإيجابي
الهدف: دعم سلوك الطفل الجيد عبر التشجيع بدلاً من السيطرة.
التحفيز الإيجابي يشعر الطفل بأنه محط إعجاب وثقة مما يدفعه إلى التعاون بدافع داخلي لامن أجل الهروب من العقاب
أمثلة:
بدلًا من: "اجلس وكُل طعامك!"
قولي: "أنا واثقة أنك تستطيع إنهاء صحنك مثل الكبار!"
بدلًا من: "توقف عن الصراخ!"
قولي: "أحب صوتك عندما تتحدث بهدوء، يبدو جميلًا!"
لماذا تنجح هذه الطريقة؟
لأن الأطفال يحبون الشعور بالتقدير، وهذا يحفزهم على التصرف بشكل جيد دون الحاجة إلى تهديد أو الضغط.
الخلاصة: كيف تجعلين ابنك يتعاون دون مقاومة؟
قدّمي له خيارات توحي بالاستقلالية، حتى وإن كانت ضمن إطارك.
حوّلي المهام إلى ألعاب وتحديات ممتعة تجذب انتباهه.
اجعلي المطلوب يبدو نابعًا منه أو يعود عليه بالفائدة.
استخدمي العواقب الطبيعية لتعليم المسؤولية بدون صراخ او تهديد.
حفّزيه بالكلمات الإيجابية وتجنبي إصدار الأوامر المباشرة كلما أمكن.
بهذه الأساليب الذكية، لن يدخل الطفل في صراع على السلطة، بل سيتعاون بحب واقتناع، وهو يظن أن القرار قراره، لا فرضًا عليه.
Leave a comment
Your email address will not be published. Required fields are marked *