يد بيد إلى الجنه

الصحبه الصالحه والتوبه والأسرار على السير في طريق النور مهما كانت التحديات

Sep 5, 2024 - 03:00
 0  23
يد بيد إلى الجنه

                  يد بيد إلى الجنه

أنا امرأة بلغت الأربعين من العمر، نشأت في عائلة ثرية جداً، حيث كانت رغباتي تتحقق بسرعة. كنت الابنة الصغرى في عائلة مترفة، تعيش حياة مليئة بالترف والدلال، درست في مدارس خاصة حيث لم أتعرض يومًا لأي نقص. كانت حياتي تسير في طريق بدا أنه مرصوف بالذهب.

ولكن عندما بلغت العشرين من عمري، انقلبت حياتي رأساً على عقب. في بداية دراستي الجامعية، التقيت بفتاة كانت تكبرني بعامين، تختلف عني في كل شيء. كانت هادئة، متواضعة، ومتفانية في عبادتها. كلما رأيتها، كانت تمسك بمصحف صغير، تقرأ فيه بتركيز كبير. كانت هالة من السكينة تحيط بها، كأنها في عالم آخر بعيد عن ضجيج الجامعة.

في أحد الأيام، لم أستطع مقاومة فضولي وسألتها: "ما الذي يجعلك مندمجة هكذا؟". نظرت إلي بابتسامة هادئة، وكأنها كانت تنتظر سؤالي. قالت بهدوء: "لم لا تجربي بنفسك؟". حينها لم أفهم ما تقصده، لكنها طلبت مني أن أحفظ سورة قصيرة من القرآن، ووعدتني أني سأفهم بعد ذلك.

بدأت بحفظ السور الصغيرة كما طلبت، وفي كل مرة كانت روحي تهتز بشعور جديد من الراحة والسلام. شيئاً فشيئاً أصبحت مثلها، أجد نفسي غارقة في صفحات القرآن، مستمتعة بلذته. إلا أنني سرعان ما وجدت نفسي في مواجهة مقاومة من أهلي. فقد كانت عائلتي معتادة على الحفلات الأسبوعية المليئة بالغناء والرقص، وعندما بدأت أتجنب هذه المناسبات، غضبت والدتي وصرخت: "لا أريدك أن تصبحي معقدة!"

كان الأمر مؤلماً، لكنني ظللت أطلب من الله العون والثبات.

تزوجت في النهاية من رجل ملتزم، بعد أن رفضته عائلتي في البداية، ولكنه بذل جهوداً كبيرة لإقناعهم. كانت حياتي معه مليئة بالسكينة، ورزقنا الله بصبي وفتاة، جعلتهما محور حياتي، حرصت على تربيتهما وتعليمهما القرآن مثلما بدأت أنا.

وبعد سنوات طويلة، وفي يوم من الأيام، التقيت بتلك الصديقة التي قادتني إلى هذا الطريق. كان اللقاء مليئاً بالعواطف والامتنان. عانقتها بشدة وقلت لها: "لن أنسى أبداً فضلك عليّ."

ابتسمت وقالت: "هيا، امسكي يدي إلى الجنة." ضحكت وقلت: "معك يدي، وسنشد بعضنا بعضاً."

ولكن، بعد لحظات من تفرقنا، سمعت صوت اصطدام قوي. تجمد قلبي في صدري. توجهت بسرعة إلى المكان لأجد صديقتي ملقاة على الأرض، تغطيها الدماء. كانت عيناها تنظران إلي بحسرة وهي تقول بصوت متقطع: "سامحيني... لقد وعدتك أن نكون معاً في الجنة، ولكن يبدو أنني سأسبقك. أشم الآن ريحها... نسيمها يكاد ينتزع روحي..."

ثم لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي. صعقت في مكاني، ولم أستطع تمالك نفسي. شعرت وكأن الأرض تميد تحت قدمي.

مرّت السنوات، لكن صورتها وكلماتها لم تفارق مخيلتي أبداً. كلما تذكرتها، عزمت على أن أكون جديرة بذلك الوعد، وأن أسعى بكل جهدي لأن ألقاها في الجنة يوماً ما.

لقد تعلمت أن الصحبة الصالحة هي زاد الطريق إلى الله، وأن الإنسان يجب أن يختار رفاقه بعناية.

بهذه الإضافات، حاولت زيادة التشويق من خلال بناء توتر وتصعيد درامي في القصة، مع التركيز على أهمية الصحبة الصالحة والمواقف التي تغير حياة الإنسان جذريًا.

دعاء جميل جداً 

{اللهم ارزقني الصحبة الصالحة و الصديق الوفي الذي يعينني على أمر الدنيا و الآخرة. واجعلهم يا رب عونا لي عل طاعتك ورضاك ، واجعلني عونا لهم على مرضاتك و طاعتك . اللهم لا تفتني في ديني بصاحب سوء يزين لي المعصية ، ولا تفتني في دنياي بالصاحب الأناني والصديق الحاسد الذي يظهر لي الحب والنصح ، وهو يبطن الشر وتمني زوال النعمة .}

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow