`
المرأه بين الماضي والحاضر

المرأه بين الماضي والحاضر

دور المرأة بين الماضي والحاضر ونستعرض مكانتها المحورية في المجتمع العربي المسلم، وتأثيرها الكبير في الأسرة.

المرأة بين الحاضر والماضي: رحلة بين الأصالة والمعاصرة

لا يمكن بأي حال أن نوفي المرأة حقها مهما كتبنا عنها، فهي تحمل على عاتقها عبء الحياة وتُعدُّ رمز القوة والثبات للأسرة. المرأة هي ينبوع الحب والحنان، وموضوعها ظل حاضراً في النقاشات بين الماضي والحاضر، باعتبارها قضية مجتمعية وإنسانية بامتياز.

المرأة في المجتمع: ركيزة أساسية

تمثل المرأة جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، فهي أجمل ما فيه من حيث العواطف وأعمق ما فيه من حيث القضايا والتحديات. وبالحديث عن المرأة العربية المسلمة، التي تلتزم بتعاليم دينها كما أوصاها النبي الكريم، نجدها نموذجاً مشرفاً يستحق كل الإشادة. ورغم محاولات تغريب المرأة المسلمة من خلال منظمات تهدف لإدخال أفكار دخيلة إلى المجتمعات العربية، إلا أن الإسلام كرمها وأعطاها حقوقاً عظيمة من السماء، رفعت مكانتها بين الأمم.

الفرق بين المرأة قديماً وحديثاً

لو تأملنا في تربية المرأة بين الماضي والحاضر، سنجد فرقاً كبيراً تأثر بعوامل متعددة، منها التطورات الاجتماعية والتغيرات الثقافية.

المرأة في الماضي:

كانت الأمهات قديماً رغم قلة التعليم يربين أبناءهن على القيم والأخلاق التي تساوي بل وتفوق تعليم المدارس والجامعات. كانت الأم هي المدرسة الأولى التي تعلم الصبر في وقت المحن، والشكر عند الرخاء. تعلمت الأجيال القديمة طاعة الزوج كما أمر الرسول ﷺ، وكان للأم دور في ترسيخ الاحترام والتعاطف بين الأبناء.

المرأة في الحاضر:

أصبحت التربية في العصر الحالي أكثر تعقيداً بسبب تحديات الانفتاح وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، لا تزال العديد من الأمهات يجاهدن لتربية أبنائهن على النهج الإسلامي، لكنهن يواجهن تأثيراً سلبياً كبيراً من المحتوى الخارجي.

 

كيف تواجه المرأة المعاصرة التحديات؟

الاحتواء العاطفي:

على الأم أن تعزز علاقتها بأبنائها من خلال الاحتواء والحوار. إذا شعر الطفل بحب والدته وعطفها، فلن يلجأ للبحث عنه خارج المنزل. يجب أن تصادق الأم بناتها، تستمع لهن، تمازحهن، وتشجعهن بالكلمات الطيبة.

دور الأب:

للأب دور كبير في تنشئة جيل صالح. عليه أن يكون قريباً من أبنائه، يصطحبهم معه إلى المسجد ومجالس الرجال، ويعلمهم قيم الرجولة والشهامة من خلال القصص والسلوك العملي.

 

مشكلات المرأة المعاصرة وتأثيرها على الأسرة

المرأة في العصر الحالي أصبحت أكثر استقلالية، ولكن أحياناً على حساب دورها الأساسي كراعية للأسرة. التركيز على المظاهر الخارجية مثل الأناقة والجمال، وإنفاق الأموال على جراحات التجميل، قد يؤدي إلى إهمال الأدوار الجوهرية كزرع الطمأنينة والسكينة في البيت.

العودة إلى الجذور: القدوة من الصحابيات

من المهم أن تستلهم المرأة المعاصرة قيمها وسلوكها من الصحابيات الجليلات، اللواتي ضربن أروع الأمثلة في بناء أسر قوية ومتماسكة. قال الله تعالى:

> (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).

 

دعاء للذرية والأسرة الصالحة

> (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان: 74).

 

في الختام، فإن التربية في هذا الزمن تتطلب جهداً مضاعفاً ووعياً كبيراً، مع الالتزام بالقيم الإسلامية. على المرأة أن تتذكر دائماً دورها العظيم في بناء الأجيال، فهي ليست فقط حاضنة للأبناء، بل هي مُعلمة القيم وصانعة المستقبل.

 

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google سياسة الخصوصية and شروط الخدمة apply.