`
الهجمة الشرسة

الهجمة الشرسة

الهجمة الشرسة على الأسرة والمجتمع الإسلامي: أساليب الهدم وسبل المواجهة

 

الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع، وهي الحصن الذي يقيه من الانهيار والتفكك. إذا صلح الفرد، صلحت الأسرة، وإذا صلحت الأسرة، أصبحت دعامة قوية في بناء المجتمع الإسلامي. ولذلك، استهدفت سياسات الغرب الأسرة المسلمة بشكل خاص، باعتبارها حجر الزاوية في الحضارة الإسلامية، وسعوا إلى تقويض أركانها بأساليب مدروسة وخبيثة.

إن هدم حضارة بأكملها يبدأ بثلاثة محاور رئيسية:

1. هدم الأسرة.

 

2. هدم التعليم.

 

3. إسقاط القدوة.

 

أولاً: هدم الأسرة

الأسرة هي خط الدفاع الأول للمجتمع الإسلامي، ولذلك ركزت الهجمات على تغييب دور الأم، التي تُعتبر الركيزة الأساسية للأسرة. تم ذلك من خلال وسائل الإعلام التي نشرت ثقافات مشوهة عن "حرية المرأة"، وشجعت على إقحامها في سوق العمل في وظائف لا تتناسب مع طبيعتها كأم وزوجة.

نتائج تغييب الأم عن دورها الحقيقي:

تدهور العلاقة الأسرية بسبب غياب الدور التربوي للأم.

زيادة الخلافات الأسرية نتيجة تفكك الروابط داخل المنزل.

فقدان الأطفال للدعم العاطفي والتربوي الذي يحتاجونه للنمو السليم.

 

في المقابل، للرجل دور مهم في الحفاظ على استقرار الأسرة، ولكن كثيراً ما نجد الجهل والعناد سبباً لتصدع الأسر. النزاعات الصغيرة تتحول إلى خلافات كبيرة عندما يغيب الصبر واللين، ما يؤدي إلى هدم الأسرة وهي في مهدها.

وقد أثبتت الدراسات أن التفكك الأسري يؤدي إلى انحراف الأهداف والسلوك، ما يدفع بالمجتمع إلى طريق الجنوح والضياع. لذلك، فإن حماية الأسرة من الشقاق والانهيار هو واجب شرعي وأخلاقي. ولا حل لهذه الهجمة إلا بالعودة إلى منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرشد إلى بناء الأسرة على أسس من المحبة والمودة والرحمة.

ثانياً: هدم التعليم

التعليم هو الركن الثاني الذي تستهدفه الهجمات لهدم المجتمع الإسلامي. وقد بدأت هذه الهجمات بتهميش دور المعلم، الذي يمثل قدوة للطلاب، وبتقليل أهمية التدريس كرسالة نبيلة.

مظاهر هدم التعليم في المجتمعات الإسلامية:

انخفاض المستوى العلمي بسبب سياسات تعليمية تركز على الشكل دون المضمون.

تحويل التعليم إلى تجارة، حيث أصبح الهدف هو الحصول على شهادة بدلاً من اكتساب المعرفة.

غرس قيم مادية بحتة في عقول الشباب، ما يضعف شعورهم بالانتماء إلى دينهم ومجتمعهم.

 

إن تدمير التعليم يعني تدمير الأجيال القادمة، لأن العلم هو أساس التقدم والبناء. لذلك، ينبغي أن نعيد للتعليم مكانته، ونركز على غرس القيم الإسلامية في المناهج، وتقدير دور المعلم كمربي للأجيال.

ثالثاً: إسقاط القدوة

إسقاط القدوة هو السلاح الأكثر خبثاً في حرب الغرب ضد المسلمين. فقد عملوا على نشر قدوات زائفة بين الشباب، مثل اللاعبين والفنانين، بدلاً من العلماء والدعاة الذين يمثلون القيم الإسلامية الحقيقية.

أساليب إسقاط القدوة:

نشر فتاوى مضللة والطعن في العلماء والمفكرين الإسلاميين.

غزو فكري من خلال وسائل الإعلام التي تمجد شخصيات لا تمت للإسلام بصلة.

تمييع أصول الدين وتشويه صورته عبر حملات منظمة.

 

إن فقدان القدوة الصالحة يضعف ارتباط الشباب بقيم دينهم ويزرع فيهم التبعية للغرب. لذلك، يجب أن نعمل على إعادة إحياء رموز الإسلام الحقيقية، وتعزيز مكانة العلماء والمصلحين في المجتمع.

السبيل إلى مواجهة الهجمة الشرسة

إن الحرب على الإسلام ليست حرباً عسكرية فقط، بل هي حرب فكرية وثقافية تستهدف استقرار المجتمعات الإسلامية وهويتها. وللتصدي لهذه الهجمة، ينبغي اتباع ما يلي:

1. التمسك بمنهج القرآن والسنة: العودة إلى تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم هي السبيل الوحيد لإعادة بناء الأسرة والمجتمع.

 

2. تعزيز دور الأسرة: بتوجيه الآباء والأمهات إلى أهمية دورهم في تربية أبنائهم وفق القيم الإسلامية.

 

3. إصلاح التعليم: بإعادة صياغة المناهج التعليمية بما يعزز القيم الإسلامية ويعيد للمعلم دوره القيادي.

 

4. إحياء القدوة الصالحة: من خلال تسليط الضوء على العلماء والمفكرين الذين يمثلون الإسلام الحق.

 

5. التوعية الفكرية: من خلال خطب الجمعة، والدروس الدينية، والكتب التي تكشف مخاطر الغزو الفكري وتحصن الشباب منه.

 

الخاتمة

أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل على إصلاح أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا. قال تعالى:

> (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).

 

السعيد من لزم الطاعة، وحافظ على أسرته ودينه، أما العاجز فهو من غفل عن هذه المؤامرات وركب سفينة التفريط. نسأل الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين، ويعيد للأمة عزتها وقوتها.

 

Ketbeh MS

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google سياسة الخصوصية and شروط الخدمة apply.