طفلي في العالم الأخر

طفلي في العالم الأخر

في ذات ليلةٍ صيفيه جوها هادئ وهواها عليل أتفقت أنا وصديقتين لي بأن نسهر، لأن احداهن تسكن في المدينة، بينما نحن نسكن في القرية في قمة جبل، خططنا بأن كلٌ منّا تحظر وعائها الذي نجلب به الماء معها كي لااحد يعلم بسهرتنا على أساس كل واحده في بيتها، زوجي يعمل في المدينه لذلك انتهزنا الفرصة، جهزت صديقتي القهوة، والكعك ، وصديقتي التي جاءت من المدينه احضرت الجوز واللوز والفستق، كانت بالفعل سهره ممتعه تبادلنا أطراف الحديث، وتبادلنا الهموم، والنكات وضحكنا حتى سرقنا الوقت، نعم حان وقت آذان الفجر، فأخذت كل واحده وعائها (التنكه) وذهبنا لإحضار الماء من أسفل القريه من الوادي، ولأنني معتاده كل يوم بعد تعبئة البيت بالماء أذهب إلى بيت أهلي، لأرى والدتي وألقي التحيه عليها وأطمئن عليها، بيوتنا متقاربه طبعاً ، دخلت للمنزل وإذا الباب مفتوح ناديت أمي! أمي! ..... 

لامجيب ياإلهي لايوجد أحد؟  

لاأول مره يخلو البيت هكذا بدى لي إنه مهجور، دخلت أبحث في كل الغرف وأنا مذعورة ترى أين أختفوا جميعاً؟..... 

حتى وجدت شخص نائم مغطى (بالخطه) ناديت من النائم هُنا !  

أجابتني بصوت خافت ومرهق من التعب..... أنا 

ياإلهي إنه صوت زوجة أخي سألتها ماذا حدث؟  

وأين أمي والبقية؟  

أجابتني والدموع تنهمر من عيناها والحزن يملأ وجهها أنا ولدت وأنجبت طفل " 

زادت الدهشة فيني أرجوكِ أجيبي أين الطفل! ...... 

بدأت تحكي لي ماالذي حدث في تلك الليله 

قالت كنت البارحة في الوادي أحرس ( الذرة) حتى قبل غروب الشمس هممت بالرحيل إلى المنزل فلم أستطع شي غريب منعني..... كنت أحاول جاهدة أمشي بالكاد كانت قدمي تحملني وزاد التعب وأحسست باألآم الولادة وأتكئت على جدار ورأيت أشخاص يلبسون ثياب بيضاء من حولي لاأعرفهم يتحدثون فيما بينهم البين إنه موعد ولادتها وأنا اتألم وإمراءه من خلفي تسندني وراء ظهري صوتها يشبه صوت عمتي، كنت أخبرها بأنني اتألم وهي تطمئنني بأن كل شيء على مايرام وان الألم سيزول حتى ولدت.....، أخذو طفلي ورحلو وسمعتهم يقولون أنه ولد ! 

بعد أن رحلو قمت أريد أن أتبعهم لكنني لم ارى شي! 

قاومت التعب وكنت أثناء عودتي وأنا أبكي على حالي وطفلي الذي لم تراه عيني تارة أمشي وتارة أجلس من التعب حتى وصلت إلى أطراف القرية سمع صوت أنيني رجل وكان ينادي من هُناك من أنت؟ 

فأجبته أنا وأخبرته بأسمي فأخذ بيدي وأوصلني إلى المنزل 

وأنا في شدة انذهالي مما حدث أكملي وأخبريني أين أمي أين ذهبوا جميعا؟ 

لم تعد تستطيع الحديث إنها متعبة الجسد والروح معاً..... 

نزلت مهرولة لاأبحث عن أمي وأخي وزوجة أبي، وعند وصولي إلى باب المنزل وإذا بأمي تراني وترتمي في أحضاني وهي تبكي وتصرخ ( يافقر في ساعتا) ... 

أمي تتألم وأنا أبكي وأحاول تهدئةً أمي وهي تعاتبني أين أنتي ياأبنتي؟  

أختكِ سافرت ( أختي الكبيرة انتقلت مع زوجها إلى قريته)، 

وزوجة أخيكِ ولدت في الوادي وعادت إلينا خالية اليد والبطن، 

وفقدنا أخوكِ ( أخي الوحيد كان يحرس ليلاً العنب ولما ذهبو إليه ليخبروه بولادة زوجته لم يجدوه). 

حاولت أستجمع قواي لاأطبطب على أمي لكن لافائدة كانت المواجع قوية، وتذكرت أمي وفاة أبي رحمة الله عليه، ووفاة صغيرها الذي توفى وهو في عمر الزهور ( إنفجر به لغم مزروع من أيام الثورة)  

بعد أن هدأت أمي من البكاء شرحت لي مالذي حدث ليلتها... 

قالت: بعد العشاء ياإبنتي دق باب المنزل وأذا إبن عمك ومعه زوجة أخوكِ وهي منهكه من التعب ساألناها أين أنتي؟ مالذي حدث؟  

سردت علينا قصتها كيف تمت ولادتها وأين وقالت، إنها قبل ثلاث ليال من اليوم رأت في منامها أوسمعت صوت يقول لها الطفل الذي في بطنك لنا.... لم تهتم ولم تخبر أحد بذلك 

حضرنا لها عشاء ونادينا أبناء عمومتك وخرجو يبحثو عن الطفل في المكان الذي أخبرتنا إنها ولدت فيه، ذهبو

ولم يجدو شيء حتى لاأثر للولادة أبداً، 

ثم توجهو إلى أخوكِ ليخبروه بما حدث فلم يجدوه، بحثو عنه في كل مكان قد يكون متواجد فيه ولا أثر له. 

وعادو إلينا وقالو لم نجد الطفل بحثنا في كل مكان وأيضاً أبو الطفل مختفي......! 

إنتظرت ياإبنتي بفارغ الصبر حتى الفجر وخرجت عليّ أجد على اي أثر في المكان الذي ولدت فيه زوجة أخوكِ لكن للأسف لاشيء أبداً، 

بعد ساعات عاد أخي كان الوقت تقريباً قبل الظهر ما أن رأته أمي عادت البهجة إلى وجهها ونهضت تضُم أخي إلى صدرها وهي تبكي فرحة بعودته وحزناً على ماحدث، وتسأله أين أنت يابني؟ 

لقد بحثنا عنك في كل مكان فاأجاب كنت أحرس العنب ياأمي 

قالت له وهي مصدومة كيف! لقد جئنا إلى هُناك أكثر من مرة ولم نجدك وهو يؤكد باأنه نائم هُناك ... وقعت أمي من بين أيدينا من الذعر والخوف..... 

هُناك سر في إختفاء أخي تلك الليله لم يكن نائماً والجميع كان يؤكد إنه لم يكن في مكان الحراسة، 

يبدو إنهم والعياذ بالله «الجن» قد أخذوه ربما لتهديده أو إجباره على السكوت عن إختطافهم للمولود ليسكت ولا يبحث عنه، 

لاأن أخي لم يكن يحب الحديث عن ذلك اليوم أبداً، ولايريد أن يتذكر شيء ولا يجيب عن أي سؤال. 

نعم إنهم الجن أخذو الطفل لكن لماذا ؟  

لاندري 

وبعد مرور ثلاثين عاماً أو أكثر جاء رجل إلى قريتنا وألتقى باإبن أخي وقال لهُ :-

أنت لك أخت عند الجن وهي متزوجه ولها أولاد إذا تريد أخبار عنها أو رؤيتها أعطيني مالاً وأنا أعيدها لكم ! 

ذهب إبن أخي مهرولاً فرحاً إلى أبيه ليخبره قائلاً:  

أبي وجدت إبنك الضائع من سنوات إنها بنت وستعود ياأبي رد أخي بصوت عنيف وشديد 

أغلق الموضوع ولاتفتحه مرة أخرى وإلا تبرئت منك من اليوم إلى يوم الدين

 وهكذا أندفنت القصة كما أراد أخي أو كما أرادو هُم.............

التنكه ~ الوعاء الذي نجلب فيه الماء 

الخطه ~ الغطاء مصنوع من جلد الاغنام 

الذرة ~ نوع من انواع الحبوب كالذرة الشاميه

 يافقر في ساعتا~ تعني أنه حدث لهم فقر أي فقدو أشياء عديده في نفس اليوم 

حقوق النشر محفوظه 

Ketbeh