الجن ومدينة النحاس

مدينة النحاس الأسطورة العربيه التي يقال إن الجن بنوها

Sep 20, 2024 - 03:06
Sep 20, 2024 - 03:09
 0  8
الجن ومدينة النحاس

             الجن ومدينة النحاس !

مدينةٌ غريبة ولغزٌ كبير في عالمنا ،هُناك من يؤمن بوجودها، وهُناك من يعتبرها مجرد قصة خياليه نتعرف عليها من خلال مقالنا هذا .

تُعدّ مدينة النحاس واحدة من أبرز الأساطير التي تتجلى في التراث العربي والإسلامي، والتي نسجت حولها العديد من القصص المثيرة عن الجن والقوى الخارقة. تحمل هذه المدينة الأسطورية رمزية خاصة ترتبط بالثروة، السلطة، والسحر، وهي المدينة التي يُقال إن الجن بنوها تحت إمرة النبي سليمان بن داود، والذي كان مشهورًا بقدرته على السيطرة على الجن واستخدامهم في مهام خارقة للطبيعة.

___ أصل الاسطورة مدينة النحاس والجن !

وفقًا للأسطورة، بنى الجن مدينة النحاس بأمر من النبي سليمان، الذي استخدم سلطته عليهم في بناء منشآت عظيمة. كانت المدينة مشيدة بالكامل من النحاس اللامع، وتتميز بأسوارها العالية التي تفوق قدرات البشر العادية. وُصفت المدينة بأنها مليئة بالكنوز التي لا تقدر بثمن، والتي تم تحصينها بطريقة تجعل من المستحيل الوصول إليها أو الاقتراب منها.

وبعض القصص تروي أن من بناها ذو القرنين ليكنز فيها ثروته ووضع عليها سحراً وطلاسم لمنع الدخول إليها .

تعتبر الأساطير المتعلقة بالجن وقواهم جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية، فالنبي سليمان يُعرف في التراث الإسلامي بأنه الحاكم الذي استطاع تسخير الجن لخدمته، وإرغامهم على تنفيذ الأوامر الخارقة. ويقال إن سليمان أمر الجن ببناء هذه المدينة لأغراض غير معروفة، ولكنها تحولت إلى مكان محرّم وممنوع على البشر بعد وفاة النبي.

كانت المدينة مشيدة بالكامل من النحاس اللامع ،وتتميز بأسوارها العاليه التي تفوق قدرات البشر العادية ،وصفت المدينة بأنها مليئة بالكنوز التي لاتقدر بثمن والتي تم تحصينها بطريقة تجعل من المستحيل الوصول إليها او الأقتراب منها وكأنها لعنه.

___ موقع المدينة: لغز لم يحل !!!

رغم أن الأسطورة تشير إلى أن مدينة النحاس تقع في المغرب، بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي، إلا أن موقعها الحقيقي لم يُحدد قط. يُعتقد أن المدينة كانت محاطة بصحراء شاسعة وصعبة الوصول، ما جعلها تختفي في طيّات الزمن. ومنذ العصور الوسطى، أُرسلت العديد من البعثات الاستكشافية بحثًا عن هذه المدينة المفقودة، لكن دون جدوى.

واحدة من أشهر هذه البعثات كانت تلك التي أمر بها الخليفة الأموي *[عبد الملك بن مروان*]، الذي سمع عن المدينة وكنوزها وأراد أن يعثر عليها. أرسل قائده موسى بن نصير على رأس بعثة استكشافية لاكتشاف المدينة والوصول إلى كنوزها، إلا أن البعثة عادت دون تحقيق هدفها، بعد أن واجهت مخاطر وتحديات كبيرة في الصحراء. وتروي بعض القصص أن أفراد البعثة شاهدوا المدينة عن بُعد لكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب منها بسبب قوى سحرية كانت تمنعهم.

على إثر هذا الحادث، أدرك موسى بن نصير أن القوة والكيان الذي قام بهذا الفعل هو الجن. وعندما قرر التراجع والرحيل، اكتشفوا لوحاتٍ من الرخام الأبيض تحمل نقوشاً وكتاباتٍ تشير إلى أسماء الأنبياء والفراعنة والملوك، إلى جانب بعض الوصايا. وفي لوحة من النحاس، وجدوا صورة لرجل يحمل لوحاً من النحاس، وعليه مكتوب: "ليس ورائي مذهب، فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا".

لكن الأمير موسى لم يقتنع بهذا التحذير، وأمر رجاله بالتقدم، ليصادفوا مفاجأةً لا يمكن تصورها. ظهر نمل ضخم خرج من بين الأشجار، مزقهم وخيولهم إلى أشلاء. وعندما اقترب هذا النمل الأسطوري، حدث شيء غير متوقع، حيث توقف فجأة أمام الصورة النحاسية وعادوا إلى وضعهم السابق. كانت الصورة النحاسية تحمل قوة غامضة لا يمكن تفسيرها.

___ مساجين من الجن والبحيرة الغربية

واصل الأمير موسى ورجاله رحلتهم بعيداً عن سور مدينة النحاس حتى وصلوا إلى أرض جديدة لم يروا مثلها من قبل. كانت تلك الأرض تزخر ببحيرة كبيرة وأشجار مثمرة وخضرة فائقة وأزهار ملونة تزين المنظر. جذبت البحيرة انتباه الأمير، الذي قرر استكشاف ما يحتويه قاعها.

أمر الغواصين بالنزول في البحيرة لرؤية ما يكمن في قاعها، ولم يكونوا يتوقعون ما سيجدونه. اكتشفوا نوعاً من الفخار النحاسي الذي كان مغلقاً بأغطية من مادة الرصاص، وكان على هذه الأواني ختم. قرروا فتح أحد الأواني، ولكن الناتج كان أكثر من مجرد مفاجأة.

فقد خرج من الآنية جني، يحمل رمحاً نارياً، وطار في الهواء ينادي: "يا نبي الله لا أعود". كانت هذه المشاهد غير المألوفة تثير دهشة وتعجب الحاضرين. وعندما قاموا بفتح أوانٍ أخرى، اكتشفوا نفس المشهد.

___ أسوار المدينة ولعنتها.

تتميز مدينة النحاس في الأساطير بأنها محاطة بأسوار عالية مصنوعة من النحاس الصلب، وهذه الأسوار ليست عادية، بل مزودة بقوى سحرية تحول دون دخول أي إنسان إليها. يقال إن الجن وضعوا لعنة على المدينة، تجعل كل من يحاول دخولها يتعرض للعذاب أو الموت.

وتروي بعض القصص أن الأفراد الذين اقتربوا من المدينة واجهوا مصيرًا مرعبًا؛ فبعضهم تحول إلى حجر، والبعض الآخر ضاع في الصحراء بلا أثر. هذه القصص أكسبت المدينة سمعة بأنها ليست مجرد مكان مفقود، بل مكان ملعون مليء بالأسرار المرعبة. اللعنة التي تحيط بها كانت سببًا رئيسيًا في عزوف الناس عن محاولة العثور عليها مرة أخرى.

__ الكنوز والثروات الخفية ؟

أحد أبرز العناصر التي جعلت مدينة النحاس أسطورة تلهب خيال الناس هو الحديث عن الكنوز الهائلة التي تحتويها. يُقال إن المدينة كانت مليئة بالذهب، المجوهرات، والتحف الثمينة التي لا يمكن تقدير قيمتها. كانت هذه الكنوز محفوظة داخل المدينة خلف أسوارها النحاسية العالية، ولم يتمكن أحد من الوصول إليها.

الكنوز الأسطورية في مدينة النحاس تشبه إلى حد بعيد الأساطير الأخرى التي تحدثت عن مدن مفقودة تحتوي على ثروات عظيمة، مثل أسطورة *(إلدورادو)في الثقافة اللاتينية. ولكن ما يميز أسطورة مدينة النحاس هو ارتباطها بالعالم الخارق والسحر، إذ أن الكنوز محمية بقوى الجن، مما يجعلها أكثر غموضًا وإثارة.

 مدينة النحاس

تتجاوز مدينة النحاس في الأساطير العربية كونها مدينة مفقودة فقط، بل هي رمز للعوالم التي تتجاوز فهم الإنسان. فهي تجسد الطموح البشري الدائم في البحث عن الثروات المجهولة، وفي نفس الوقت تذكير بأن هناك حدودًا لا يجب للبشر تجاوزها. تحذر القصة من مخاطر الطمع، وتُظهر كيف أن القوى الخارقة، مثل الجن، يمكن أن تكون سببًا في تدمير الإنسان إذا لم يحترم حدودها.

المدينة أيضًا تمثل الصراع بين الخير والشر، وبين العالم المرئي وغير المرئي. الجن في التراث العربي هم كائنات خارقة تتواجد في عالم موازٍ، ولديهم قدرات تفوق قدرات البشر. قدرة سليمان على تسخيرهم تُظهر قوة الخير والمعرفة، لكنهم في الوقت نفسه يحملون جانبًا مرعبًا وخطيرًا يمكن أن يجلب الدمار للبشر.

___ مدينة النحاس بين الحقيقة والخيال

رغم أن الأسطورة مليئة بالتفاصيل الخارقة، إلا أن هناك بعض الباحثين الذين يرون أن مدينة النحاس قد تكون مستوحاة من واقع تاريخي. قد تكون الأسطورة مستندة إلى حضارات قديمة في شمال أفريقيا، مثل *(حضارة قرطاج*) أو *(الأندلس*)، التي كانت مشهورة بمهاراتها في العمارة واستخدام المعادن. البعض يعتقد أن القصة قد تكون تجسيدًا لمكان حقيقي تم تدميره بمرور الزمن، ولكن أُضيفت إليه عناصر خيالية على مر العصور.

البحث عن المدن المفقودة والثروات الخفية كان دائمًا جزءًا من الطموح الإنساني، ومن الممكن أن تكون مدينة النحاس تمثل تجسيدًا لهذا الطموح. سواء كانت موجودة بالفعل أو مجرد خيال، تبقى الأسطورة تثير الفضول وتستمر في التأثير على الأدب الشعبي والقصص الخيالية.

لماذا ؟

 مدينة النحاس، التي بناها الجن وحُرمت على البشر، تظل واحدة من أبرز أساطير التراث العربي. هي رمز للغموض والمجهول، تجسد الطموح البشري للوصول إلى الثروات الخفية، وفي الوقت نفسه تحذير من مخاطر الطمع والتدخل في قوى لا يمكن التحكم بها. وبينما يبقى موقعها الفعلي لغزًا لم يُحل، تستمر المدينة في إلهام القصص والأساطير، مما يجعلها حاضرة في الخيال الشعبي حتى يومنا هذا.وأيضاً لا نستبعد ان تكون حقيقيه!!!!

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow