الناس معادن

الناس معادن????

حدثتني جدتي قائله ماهذا يابُنيتي ماذا حدث لعقول بنات هذا الجيل على أي منهج تربين وكيف سيُعمرن بيوت ويربين أجيال، لهذه الدرجه لم يعد للصبر متسع في حياتهن ، أين الإيمان القوي بالله ؟  

أين الثقة في العوض من الله؟

لماذا تنتظري جزاء من المخلوق؟

صحيح لستُ متعلمه أو مثقفه ولكن الحياه علمتني بحكمة وعقل وصِرتُ لا أقرر أي قرار في حياتي الإبعد صلاة الإستخاره والدعاء الكثير، هكذا كُنتُ أُفوضُ أَمري لله في كل كبيرة وصغيرة ، لأنني من تجاربي عرفت أن مهما أجتهدت في التفكير والتدبير لن أصل إلى عظمة وقدرة أرحم الراحمين هو عالم الغيب والشهادة. 

إصِبرن بنياتي ولاتهتمن بسفاسف الأمور فو الله والله أن بعد كل صبرٍ جبر وأي جبر لن يخطر على بال إحداكن. 

أقص عليكن كيف كان عوض الله وجبره لتلك المرأه الصابره والمحتسبه أجرها لله 

تزوجت وهي لازالت طفله ولكن عقلها كبير بتفكيره ، طفلةٌ جميلةٌ جداً ، وشاء القدر ان يتركها زوجها بعد زواجهما بسنه.

ذهب يغترب لأن قريتهم الزراعه فيها شحيحه وأغلب رجال هذه القريه يسافرون لجمع المال ليصرفوا على عائلتهم، والبعض كان يسافر حباً في السفر والتجوال، ذهب وعلى كتفه أحلااااام عديده رسمها مع شريكة حياته الجميله وهي ظلت تنتظره بكل شوق وحب وتدعو له ليلها مع نهارها ، لكنه غااااب وزاد غيابه أكثر من عشر سنوات وهي تنتظره ، لم يكن لها ولدٌ كانت وحيده، ولم تكن تعرف عنه أي شي،أين هو؟ ومتى سيعود؟....... بعد طول الغياب والدها أخوتها أصروا عليها أن تفسخ منه وأخبروها أن زوجك لن يعود ، واجهت الجميع وصممت أن تظل مخلصه له في غيابه ولسانها يلهج بالدعاء أن يعود لها زوجها وشريك حياتها وكل يوم وهي تتذكر أحلامهم سوياً التي رسموها بخيالهم قبل أن يسافر 

صديقاتها حاولن اقناعها انها شابه جميله وزوجها تركها يجب ان تفسخ سبيلها وتتزوج وكانت دائماً ترفض. مع كم السخريه والقيل والقال إلا أن ألاصيل أصيل لايغيره موقف ولا يأثر عليه كلام الناس، بعد صبرها الجبار كتب الله لها أيام جميله ومن رب السموات والأرض أن هز في قلب زوجها الشوق وبأمر من الله أمره أن يعود لها بعد عدة أعوام، يا الله والفرحه عندما عاد إليها، نعم حدثت المعجزه التي لم يتوقعها أحد، تفاجأ القريب قبل البعيد، فرحتها كانت كبيره جداً.

عاد الى زوجته وأنجبت منه الأطفال البنات والبنون وسافرت مع زوجها وأطفالها، عوضها عن كل يوم انتظرته، عاشو في سعادة، وعاشت مع زوجها إلى أن توفاه الله. 

   أتظنون إنه الحب أعاده لا والله أن أرحم الراحمين جبر قلب الفتاه الصابره والموكله أمرها لله. 

العوض من رب العالمين أكبر وأعظم من أي عوض، لاتنتظروا عوضاً من البشر أبدا. 

من أي بيئه تلك الطفلة وأي تربية تربتها حتى صبرت ذلك الصبر كله. 

وتلك قصة أخرى 

كما نعرف في ريف بلادنا تتزوج البنات تحت سن المراهقه لكن لديهن عقل يوزن بلد

وهذه قصه اخرى عن الصبر عن بنت جميله وصغيره في العمر 

تقول من يوم زفافي والمشاكل تدور حولي وكلام ينقل الى مسامعي أن زوجي عاشق ومغرم بفتاه أخرى، لكن لم أكن انصت لهن أبدا كنت لا أرى منه الا خيراً 

وبعد فتره من كثر المشاكل الاسريه انتقلنا للمدينه وأستاجر لي بيتاً صغيراً انا وطفلتي ، كان يحبني جدا، وكنت لاأطلبه شيئاً لي إلا الضروري حتى جمعنا قيمة قطعة أرض، كُنت أذهب كل يوم الصباح إلى أرضنا الصغيره وأجهز اللبن حتى يرجع من عمله ونتساعد سوياً في بناء المنزل ، وإذا إتسخ ثوبي أغسل أطرافه بالماء وأقعد بين الشمس حتى ينشف ، نعم لم يكن معي إلا ثوب واحد، هكذا أستمر الحال كل يوم حتى انتهينا من بناء عشنا الصغير، تحسنت حالته الماديه وصار المنزل بين الحين والحين أجمل، فجأة تتحول حياتنا إلى جحيم ويتغير كل الحب الذي بيننا، لست أدري كيف حدث هكذا ، نعم أصيب زوجي بالجنون ولم يعد يرغب في رؤيتي، حتى أنه في يوم الأيام أتصل لاأهلي قائلاً تعالو لبنتكم أنا طلقتها، جاء إخوتي وبني عمومي لإخراجي من المنزل، طبعاً أنا رفضت وقلت لهم بالحرف الواحد لن أترك بيتي وزوجي هو في حالة جنون لاتصدقوه ، مع العلم انني لاأعرف أن طلاق المجنون لايقع، لكن من حبي له ، قررت الوقوف بجانبه. 

أهلي قاطعوني لعدة سنوات بحجة أنني لم أطيع كلامهم، نعم تمسكت ببيتي وبزوجي مع أنه كان يوجه لي كلام قاسي جداً، لكن قلبي يخبرني أن احتضنه وأصبر عليه، وكنت أدعو الله في كل وقت وحين، مرت علينا أعوام ونحن في شدة لم يعلمها إلا الله وحده. 

سبحانك ربي ماأعظم شأنك 

والله لو أسجد لله ليل نهار ماأكفيه بحق جزاءه لي على صبري، نعم صبرت ونلت جزاء لم يكن في الحسبان

هذه نماذج عظيمه تربت على أيادي مؤمنه تعرف الله وتتقيه 

تصبر على العناء والفقر والشده وهذه لاتجدها إلا في بنات الأصول 

ويجب أن نتعلم الصبر منهن، هذه مدارس تربي أجيال صالحه

حديث يصف اخلاق الزوجه الصالحه.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح . رواه أحمد بإسناد صحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته.