النهوض من جديد

قصه تتحدث عن فتاه طموحه تكتشف أن التضحيه الحقيقه ليست في التنازل عن جزء من ذاتها بل في إعادة اكتشاف قوتها الداخليه

Sep 6, 2024 - 02:54
Sep 6, 2024 - 02:55
 0  22
النهوض من جديد

                            النهوض من جديد      

ياسمين، فتاة طموحة نشأت في عائلة تؤمن بالعلم وتحرير العقل. كان والدها دائمًا الداعم الأكبر لها، وقد منحها كل الثقة لتختار مسار حياتها. اختارت ياسمين دراسة الهندسة المدنية، حلم والدها القديم الذي لم يتمكن من تحقيقه. تفوقت في دراستها، وعاشت حياتها الجامعية بحب واستقلالية، حتى التقت بشاب من زملائها في الكلية. سرعان ما تطورت علاقتهما من زمالة إلى حب عميق.

بعد مرور الوقت، قررت ياسمين أن تعترف لوالدها بحبها للشاب، فنصحها بأن يطلب يدها بشكل رسمي. وافق الشاب على ذلك رغم أنه كان يخشى مواجهة والديه اللذين كانا يعتقدان أن الفتاة الجامعية لا تصلح كزوجة. لجأ الشاب إلى خدعة، فأحضر خاله ليخطب ياسمين بدلاً من والده. تم الزواج مبدئيًا، وبدت الأمور على ما يرام حتى اكتشفت ياسمين الحقيقة الصادمة: والدي الشاب لم يوافقا على الخطبة.

انهارت ثقة ياسمين، وقطع والدها علاقته بالشاب. لكنها، بدافع الحب، قررت أن تمنحه فرصة أخرى. طلبت منه أن يصارح والديه بالحقيقة وأن يسعى لتوفير المهر اللازم للزواج. حاول الشاب بكل الطرق، ولكن حالته المادية كانت سيئة، ورغم حصوله على وظيفة مؤقتة، لم يستطع جمع المهر.

في لحظة يأس وجنون، قررت ياسمين القيام بأمر غير معقول. زارت أحد المراكز الطبية وقررت بيع إحدى كليتيها مقابل أربعة آلاف دولار لتساعد خطيبها في توفير المهر. أخفت أمرها عن الجميع وطلبت من الشاب تحديد موعد الزفاف. لكن الشاب لم يظهر مرة أخرى. 

بعد أشهر من الاختفاء، قررت ياسمين زيارة منزل الشاب لمعرفة الحقيقة. هناك، فتحت لها فتاة الباب، وعندما سألت عن الشاب، كانت الإجابة مثل السكين في قلبها: "من أنت لتسألي عن زوجي؟"

كانت الفتاة هي ابنة خالة الشاب، والتي كان قد خطبها منذ سنوات بناءً على رغبة والدته. انهارت ياسمين، وأغمي عليها من الصدمة. وبعد أن استعادت وعيها، علمت أن الشاب قد رضخ لضغوط عائلته وتزوج ابنة خالته، تاركًا إياها بلا كلمة.

قررت ياسمين بعد هذه الصدمة أن تعيد بناء حياتها. استعادت شغفها بالعمل والدراسة، وركزت كل طاقتها في النجاح المهني. بفضل مهارتها وتفانيها، حصلت على ترقية في عملها ومكافأة مالية كبيرة، ما عزز مكانتها بين زملائها.

في أحد الأيام، خلال مشاركتها في مؤتمر دولي، التقت بشاب يدعى سامي. كان سامي مختلفًا تمامًا عن كل من عرفته من قبل؛ كان شخصًا طيبًا ومتفهمًا، وقد أعجب بشجاعة ياسمين وإصرارها على النجاح. بدأت بينهما علاقة صداقة، سرعان ما تطورت إلى حب حقيقي.

على الجانب الآخر، كانت حياة الشاب السابق تنهار ببطء. شركته أفلست، وزواجه من ابنة خالته تحول إلى جحيم. أصبح يعيش في ندم دائم على فقدانه لياسمين، لكنه كان قد خسر فرصته للأبد.

عادت ياسمين وسامي إلى بلدهما بعد فترة قصيرة، وتزوجا في حفل بسيط مليء بالحب والسعادة. أصبحا شريكين في الحياة والعمل، وتشاركا في بناء مستقبل مشرق معًا. تعلمت ياسمين أن السعادة ليست فيما نضحي من أجله بل في القدرة على تجاوز العقبات واكتشاف أنفسنا من جديد.

النهاية كانت سعيدة لياسمين، لكنها جاءت بعد مشوار مليء بالتحديات، لتعلم الجميع أن الحب الحقيقي يكمن في الاحترام والتقدير، وليس فقط في العواطف العابرة.

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow