رسالة محبة وتوجيه من قلبٍ محب لأمهات بناتٍ غاليات على القلوب
مقدمة:
عزيزتي الأم…
حين تتزوج ابنتك، فإنها تبدأ فصلًا جديدًا من حياتها. تنتقل من كنفك إلى بيت شريك حياتها، وتصبح لها مسؤولياتها وواجباتها الجديدة. هذا لا يعني أن دوركِ ينتهي، بل يتحول… من راعية مباشرة إلى مستشارة حكيمة. ولكن، هناك أمورٌ يجب الحذر منها، فبعض التصرفات من الأم قد تهدم بيت ابنتها دون أن تشعر.
إليكِ ما يجب أن تنتبهي إليه جيدًا…
1. لا تفرطي في الاتصال بها
الاتصال المستمر، وفي كل وقت، قد يشغلها عن بيتها، وعن علاقتها بزوجها.
نعم، من حقك أن تطمئني عليها، ولكن المبالغة تضر أكثر مما تنفع.
اتركي لها مساحتها، ودعيها تعود إليكِ كلما احتاجت إلى دفئكِ وكلماتكِ.
2. اختصري أحاديث الهاتف
السرد الطويل والكلام الذي لا ينتهي يُشغل البال ويُربك الاستقرار.
تحدثي معها بلطف، ولكن باختصارٍ ووعي، فلكل بيتٍ أولويات.
ساعديها على أن توازن بين برّكِ وبين واجباتها كزوجة.
3. لا تسمحي لها بالكلام عن أهل زوجها بسوء
من الخطأ أن تجعلي ابنتك تتحدث عن أهل زوجها بصورة سلبية أمامك.
قد تتعود على هذا، فتتأصل في نفسها قلة الاحترام، ويصعب رجوعها.
اغرسي فيها احترام عائلة زوجها، وعلّميها أن ذلك من تمام عقلها.
4. لا تسمحي لها بالكلام عن زوجها بسوء
الأخطر من ذلك، أن تتحدث عن زوجها نفسه بسلبية.
أحيانًا تحتاج إلى من يسمعها، ولكن إن وجدت وجهًا مؤيدًا في كل شكوى،
قد تفكر في ترك زوجها لأتفه الأسباب.
كوني متوازنة: اسمعي، لكن لا تُشعلي النار.
قولي لها: "بيتكِ أولى، وكرامتكِ في الصبر، والعقل في حسن التصرف".
5. لا تستقبليها في زيارات طويلة ومتقاربة
كثرة زيارات البنت المتزوجة لأمها، أو بقاؤها أيامًا طويلة في بيت أهلها،
قد يخلق فجوة بينها وبين زوجها، ويُشعره بأنها تفضل أهلها على بيته.
ازرعي فيها حب بيتها، ودلّيها على حسن التوازن.
6. علّميها أن بيتها هو بيتها الحقيقي الآن
لا تجعليها تتدخل في شؤون إخوتها أو عائلتها بعد زواجها كما كانت سابقًا.
قولي لها بلين: "اليوم أنتِ صاحبة مسؤولية، بيتك أولى بكِ من أي أمر".
التدخل في شؤون الإخوة قد يخلق مشاكل لا طائل منها.
7. لا تفتحي لها أسرار بيتك الداخلي
قد تحب أن تشارككِ أخباركِ، ولكن لا تُسردي لها كل ما يحدث في البيت.
لا تُثقلي عليها بما لا ينفعها في حياتها الزوجية،
واجعلي علاقتكِ بها علاقة نصح وهدوء لا أسرار وهموم.
8. في الخلافات الزوجية… كوني صوت الحكمة
إن جاءت إليكِ باكية، بسبب شجار مع زوجها،
فأول ما يجب أن تفعليه: لا تُشعلي الأمور، ولا تنقلي المشكلة إلى والدها أو إخوتها فورًا.
غلطة صغيرة من الأب أو الأخ قد تدمر عشها بأكمله.
كوني بلسماً، وامتصي الألم، ثم وجهيها بهدوء: لا تتركي بيتكِ بسبب غضبكِ، ولا تتخلي عن فراشكِ بسبب خلاف عابر.
9. علميها قاعدة ذهبية
هناك مبدأان يجب أن لا تغفل عنهما ابنتكِ:
- لا تترك بيت زوجها مهما اشتد الخلاف إلا لضرورة كبرى.
لا تترك فراشها الزوجي، فذلك مفتاح من مفاتيح المودة.
10-إشرحي لاإبنتك أن كل بيت له نظامه
في كل شئ ، في الطبخ، في النظافه، في جميع الأمور وعليها أن تتأقلم على معيشتهم، ولاتكون كثيرة الإنتقاد، ولا تقارن بين بيت أهلها وبيت زوجها، وأن تجعل القناعة والرضا من أولوياتها، وأن مع كل صبر عوض من أرحم الراحمين ، تعمل لوجه الله ليس للشكر والتقدير من أحد.
ختامًا… رسالتي إليكِ يا أم كل بنت
يا من ربيتِ وتعبتِ، وسهرتِ وبذلتِ…
دورك لم ينتهِ بعد، ولكنه تحوّل إلى دور أسمى،
أنتِ اليوم "مدرّبة" لحياة ابنتك، ومستشارتها، وسرّ قوتها.
قد تتأذى منكِ أحيانًا حين تمنعينها من بعض التصرفات،
ولكنها يومًا ما ستشكركِ من أعماق قلبها، حين ترى أن حياتها استقرت،
وأنكِ كنتِ خير من علّمها التوازن بين حبك، وبين حب بيتها.
كوني أمًا ذكية، متزنة، تبني ولا تهدم، تصلح ولا تفسد.
تذكّري دومًا: بنتك المتزوجة هي مسؤوليتك حتى وإن كانت في بيت غير بيتك.
علميها الاستقلال بحب، ووجهيها بحكمة، وادعي لها في كل حين
Leave a comment
Your email address will not be published. Required fields are marked *