`
ليس بأرادرتي ياأمي

ليس بأرادرتي ياأمي

التبول اللاإرادي عند الأطفال: الأسباب والحلول

 

التبول اللاإرادي الليلي هو مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأطفال، حيث يفقدون السيطرة على عملية التبول أثناء النوم. يُعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال في عمر مبكر، ولكنه قد يصبح مصدر قلق إذا استمر لما بعد عمر السابعة. يُعرف التبول اللاإرادي أيضًا بالسلس البولي الليلي، وهو مرتبط بخلل في التحكم العضلي أو العصبي في المثانة. فيما يلي شرح مفصل للأسباب والحلول لهذه المشكلة.

 

ما هو التبول اللاإرادي؟

التبول اللاإرادي هو فقدان السيطرة على المثانة أثناء النوم. تتحكم عضلتان رئيسيتان في عملية التبول:

1. العضلة النافضة: تساعد على إخراج البول عند انقباضها.

 

2. العضلة العاصرة: تنقبض للحفاظ على البول داخل المثانة.

 

عند وجود خلل في أي من هاتين العضلتين، قد يفقد الطفل القدرة على التحكم في التبول.

 

متى يكون التبول اللاإرادي طبيعيًا؟

طبيعي: عند الأطفال الرُضع وصغار السن، حيث لم تتطور بعد لديهم القدرة الكاملة على التحكم بالمثانة.

غير طبيعي: إذا استمرت المشكلة بعد عمر السابعة، فقد تكون هناك أسباب طبية أو نفسية تستدعي التدخل.

 

أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال

1. أسباب عضوية:

خلل في العضلات المتحكمة في عملية التبول.

قلة سعة المثانة الوظيفية، مما يجعلها غير قادرة على تخزين كمية كافية من البول.

اختلال في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).

مشكلات عصبية تؤثر على استجابة الجسم لإشارات امتلاء المثانة.

 

2. أسباب نفسية:

التعرض للخوف نتيجة مشاهدة أفلام رعب أو مواقف مخيفة.

الغيرة من وجود أخ أصغر، أو تقليدًا لسلوك طفل أصغر في المنزل.

التوتر الناتج عن مشاكل أسرية مثل الشجار بين الوالدين أو القسوة في التعامل.

 

3. أسباب وراثية:

إذا عانى أحد الوالدين من التبول اللاإرادي في طفولته، فإن احتمالية إصابة الطفل تصل إلى 45٪، وتزداد إذا كان كلا الوالدين قد عانوا من نفس المشكلة.

 

4. أسباب مرضية:

وجود تشوهات في الغدة الصماء أو الجهاز العصبي.

الإصابة بأمراض مثل السكري أو التهابات المسالك البولية.

 

كيفية علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

الخطوة الأولى: الدعم النفسي

1. احتواء الطفل:

احتضني طفلك وأظهري له الحب والأمان.

تجنبي توبيخه أو السخرية منه، خاصة أمام الآخرين.

امدحيه عندما يلتزم بالسلوك الجيد وأكدي له أنكِ فخورة به.

 

2. مراقبة السلوك:

لاحظي إذا كان الطفل يعاني من الغيرة أو الخوف.

إذا كانت هناك مشكلات أسرية، حاولي تجنب النقاشات الحادة أمامه.

 

3. تعزيز الثقة بالنفس:

استخدمي عبارات إيجابية قبل النوم مثل: "أنت طفل رائع ومؤدب، وأنا أحبك جدًا".

قومي بالدعاء له أمامه، مما يمنحه شعورًا بالأمان.

 

الخطوة الثانية: الإجراءات المنزلية

1. تقليل شرب السوائل قبل النوم:

قللي من استهلاك الطفل للماء والمشروبات الغازية والشاي والقهوة قبل النوم.

 

2. تنظيم أوقات الذهاب إلى الحمام:

اصحبي الطفل إلى الحمام قبل النوم مباشرة.

بعد النوم بساعتين أو ثلاث، أيقظيه بلطف ليتبول، وكرري ذلك مرة أو مرتين في الليلة إذا لزم الأمر.

 

3. استخدام المكافآت:

إذا مرت ليلة دون تبول، كافئيه بجائزة بسيطة لتشجيعه على الاستمرار.

 

الخطوة الثالثة: التدخل الطبي

إذا لم تُجدِ الخطوات السابقة نفعًا، قد يكون من الضروري استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة. الفحوصات قد تشمل:

تحليل البول للتأكد من عدم وجود عدوى أو مشكلات عضوية.

اختبارات لوظائف المثانة.

فحص لتحديد مستويات الهرمونات.

 

نصائح إضافية للأمهات

لا تعاقبي الطفل أو تعامليه باستهزاء مهما كانت درجة المشكلة.

تجنبي مقارنة الطفل بغيره من أقرانه.

وفري بيئة منزلية هادئة ومستقرة نفسيًا.

 

ختامًا:

التبول اللاإرادي عند الأطفال هو حالة شائعة، ولكن مع الصبر والدعم النفسي المناسب، يمكن التغلب عليها. تذكري دائمًا أن الحب والاحتواء هما المفتاح لحل الكثير من المشكلات التي يواجهها الأطفال. إذا استمرت المشكلة رغم كل المحاولات، فلا تترددي في استشارة مختص للحصول على العلاج المناسب.

 

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google سياسة الخصوصية and شروط الخدمة apply.