بين الحقيقة والفتنة الكبرى

فترة مابعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام وماحدث لبني إسرائيل خلال تلك المرحله

Aug 22, 2024 - 22:03
 0  34
بين الحقيقة والفتنة الكبرى

                       بين الحقيقة والفتنة الكبرى           

 

بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام، وقعت أحداث مشوقة ومثيرة تتعلق ببني إسرائيل، تكشف عن جانب من تاريخهم الطويل الذي يتسم بالتقلبات والفتن، خصوصاً في علاقتهم بالأنبياء والرسل. هذه الأحداث ترتبط بحكم سليمان والاتهامات الباطلة التي ألقيت عليه بعد وفاته. دعونا نبدأ بسرد القصة من البداية لفهم السياق.

____ حكم سيدنا داود وسيدنا سليمان :

سيدنا داود عليه السلام كان من أعظم الملوك والأنبياء الذين أرسلهم الله لبني إسرائيل. حكم داود لمدة 40 سنة، وكان ملكًا عادلًا محبوبا بين بني إسرائيل، استطاع بفضل حكمته وعدالته أن يعيد الاستقرار والسلام إلى شعبه. وبالإضافة إلى ذلك، أعطاه الله نعمة تسخير الجبال والطيور لتسبح معه، وهو من كتب المزامير التي تعد من أشهر الكتب السماوية لدى بني إسرائيل.

بعد وفاة سيدنا داود، تولى ابنه سيدنا سليمان الحكم، واستمر في الحكم لمدة 40 سنة أيضًا. لكن ما ميز فترة حكم سيدنا سليمان أنه كان ملكًا فريدًا من نوعه، حيث وهبه الله قدرات غير مسبوقة: فقد سخر الله له الجن والطير والرياح، وتمتع بحكمة هائلة أهلته لإدارة مملكة كبيرة ومتنوعة الأطياف. وكان سيدنا سليمان نموذجًا للملك العادل القوي، الذي لم يشهد حكمه أي اضطرابات أو تمرد من بني إسرائيل، الذين كانوا يكنون له كل الحب والاحترام، تمامًا كما كانوا يفعلون مع والده داود.

فترة حكم داود وسليمان كانت من أزهى عصور بني إسرائيل، إذ عاشوا في استقرار وأمن وسلام. ومع أن بني إسرائيل كانوا معروفين بتمردهم على الأنبياء وقسوتهم معهم، إلا أن هذه الفترة كانت استثناء، لأنهم رأوا في داود وسليمان شخصيتين لا يمكن التمرد عليهما، سواء بسبب عدالتهم أو بسبب القوة التي أمدها الله لسليمان، والتي لا يمكن لأحد أن يقف أمامها.

___ مالذي حدث بعد وفاة سيدنا سليمان؟

بعد وفاة سيدنا سليمان، بدأت القصة تأخذ منعطفًا مختلفًا. لقد بدأت الشياطين تتحرك في الخفاء، محاولة أن تستغل الفترة التي تلت وفاته لنشر الفتن. وفقًا لما ورد في الروايات، كانت هناك كتب مدونة بخط الكاتب الذي كان يرافق سليمان، يُقال أن اسمه كان "آصف". هذا الكاتب كان يسجل كل ما يتعلق بالملك والشريعة والأحداث اليومية. هذه الكتب احتوت على تفاصيل دقيقة عن حكم سليمان وعن قوته، لكن عندما عثرت الشياطين على هذه الكتب، قامت بتحريفها.

أخذت الشياطين تضيف بين السطور كلمات سحر وكفر، وزرعت فيها ادعاءات بأن سيدنا سليمان كان يسخر الجن والطير والرياح باستخدام السحر الأسود، وليس بقوة الله وإرادته. بني إسرائيل، الذين كانوا يميلون للفضائح ويحبون تتبع الأمور الغريبة، لم يترددوا في تصديق هذه الأكاذيب.

بدأت الشائعات تنتشر بين بني إسرائيل بأن سيدنا سليمان كان يستخدم السحر، وأن قوته لم تكن من الله، بل نتيجة أعمال سحرية تعلمها وسخر بها الجن والريح والطير. وهذه الشائعة لاقت رواجًا كبيرًا، لأن الشياطين كانت قد أتقنت عملية التحريف والخداع في هذه الكتب.

ولحب اليهود للشائعات والأكاذيب صدقت كل تلك الأكاذيب 

الله تعالى ذكر هذه الفتنة في القرآن الكريم، حيث قال: *[وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ]

. وهكذا، بني إسرائيل لم يكتفوا بنشر هذه الشائعات، بل استمروا في تعزيزها، ليصبح سيدنا سليمان، في نظرهم، ساحرًا وليس نبيًا.

____ إرسال الملكين هاروت وماروت:

بعد انتشار الفتنة وكثرة الاتهامات الباطلة على سيدنا سليمان، أراد الله أن ينقذ الناس من هذه الفتنة وأن يوضح الحقيقة. لذلك، أرسل الله ملكين، هما *<هاروت وماروت> إلى مدينة بابل في العراق. مهمة هذين الملكين كانت واضحة:

 الدفاع عن سيدنا سليمان وإزالة الاتهامات الباطلة التي ألقيت عليه. لقد جاءا لتعليم الناس الفرق بين السحر والنبوة، وليظهروا لهم أن ما اتبعه بنو إسرائيل من شياطين هو الكفر بعينه.

< هاروت وماروت >

 لم يكونا أنبياء، بل كانا ملائكة جاءا بقدرة الله لتعليم الناس السحر كفتنة واختبار. مهمتهما كانت تعليم السحر ولكن مع تحذير شديد: أن هذا العلم هو كفر بالله، وأنه لا يجوز لأحد أن يتبعه. قال الله في القرآن: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)

الملكان كانا يعلمون الناس السحر ليبينوا لهم حقيقته، ويوضحوا أن ما فعله سيدنا سليمان لم يكن سحرًا بل معجزات من عند الله. لكن بني إسرائيل، كعادتهم، لم يسمعوا للنصح، ولم يتوقفوا عند حدود التحذير. بل استمروا في تعلم السحر واستخدامه في أمور ضارة، مثل التفريق بين الزوجين وإيذاء الآخرين.

التحذير الإلهي :

رغم أن الله أرسل الملكين لتحذير الناس من خطر السحر، إلا أن بعضهم استمروا في استخدامه. ومع ذلك، الله أكد في كتابه العزيز أن أي ضرر يأتي من السحر لا يمكن أن يحدث إلا بإذنه، فقال: *(وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ). هذا يعني أن الله هو المسيطر على كل شيء، وأن السحر لا يمكن أن يؤذي أحدًا إلا إذا شاء الله ذلك.

ومع ذلك، استمر بنو إسرائيل في تعلم ما يضرهم ولا ينفعهم، وأخذوا يستخدمون السحر في أمور دنيوية تافهة وخبيثة، مثل تفريق الأزواج والتسبب في الكرب والابتلاءات.

وفي الأخير أتضحت الصورة في 

قصة سيدنا سليمان وفتنة بني إسرائيل بعد وفاته تكشف عن جانب مظلم من التاريخ البشري، حيث يكون الناس عرضة للفتن والشائعات. ورغم تحذيرات الأنبياء والملائكة، يميل البعض إلى تجاهل الحق واتباع الباطل. في النهاية، هذه القصة هي تذكير بقدرة الله على كل شيء، وأن كل ما يحدث في هذا العالم لا يتم إلا باذنه وحكمته ، لكن من حافظ على قراءة القرآن والأذكار كانت له حصن حصين من أي شر أو مكروه

 وأجمل مانختتم به مقالتنا الدعاء 

اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بوجهِكَ الكريمِ، وَكَلماتِكَ التَّامَّةِ، مِن شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ، اللَّهمَّ أنتَ تَكْشِفُ المغرمَ والمأثمَ، اللَّهمَّ لا يُهْزَمُ جندُكَ، ولا يُخلَفُ وعدُكَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ سُبحانَكَ وبحمدِكَ 

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض، ومن شر ماي خرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow