الفراغ العاطفي أم الفراغ الروحي

الفراغ العاطفي والفراغ الروحي وأيهما أكثر تأثيرا على حياة الفرد في المجتمع

Jul 18, 2024 - 03:18
Jul 18, 2024 - 03:18
 0  63
الفراغ العاطفي أم الفراغ الروحي

الفراغ العاطفي أم الفراغ الروحي

ماهو الفراغ الروحي؟

خلق الإنسان من عنصرين، مادة وروح، والمادة شيء فإن ليس له بقاء، يعتريه الضعف والهزال والفناء، فيذهب الإنسان ولو كان أقوى الخلق، كأنه لم يكن، فيصبح ترابا تذره الرياح، كان لم يكن بالأمس.

ماهو الفراغ العاطفي؟

عبارة عن فجوة يشعر بها الفرد عندما لا يجد من يفيض عليه حناناً ومشاعر تحسسه بأهميته وقيمته الذاتية وعندما يتلفت لمن حوله ولا يجد من يفضي له بما في داخله من الحب والعواطف الطيبة، سواء من حنان الأمومة، الأبوة، الأخوة، أو الصداقة وغيرها.

نبدا مقالتنا......... 

في هذا الزمن يعاني الكثير من الشباب والفتيات من مشكلات عاطفية بشكل يؤثر سلباً على حياتهم، وهذه المشكلات تجاوزت الحد الطبيعي وأصبحت تمثل تحدياً كبيراً. 

 إن معاناة الشباب والفتيات اليوم في الجانب العاطفي بلغت مبلغاً مضراً ، إذ تأججت مجموعة من العوامل المؤثرة منها:_

١_الرسائل الإعلامية العاطفية في الأفلام والمسلسلات

تتضمن هذه الرسائل تصويراً مثالياً للعلاقات العاطفية، مما يزرع في حياة الشباب والفتيات توقعات جسيمة وغير واقعية . 

٢_ تسليع البنات في الحياة العامة.

تحويل المرأة الى سلعة تروج لها الأعلانات والبرامج الأجتماعية مما يخلق ضغوطاً غير مبررة على الفتيات لتحقيق معايير جمال وسلوك محدد. 

٣_ أنتشار الأختلاط في كثير من الأماكن.

الأختلاط في المدارس والجامعات والمعاهد وأماكن العمل الذي قد يؤدي إلى نشوء علاقات سوية وغير شرعيه تؤدي إلى ضغوط نفسية ومشاكل يومية. 

٤_ الأغاني والشيلات المملوءة بمعاني العشق ومكايدة الشوق.

وهذه الاغاني العاطفية ترسل رسائل قوية تؤدي إلى تضخيم الأحاسيس وتفاقم مشاعر الوحدة والفراغ. 

٥_ يوميات من لا خلاق لهم عبر قنوات التواصل.

الفضول والأنغماس في متابعة حياة الآخرين عبر وسائل التواصل الأجتماعي، مما يزيد من الإحساس بالنقص والوحدة 

كل ذلك أدى إلى تأجيج المعاناة واستعارها في القلب، كما أن الشيطان يزيد من هذا الأذى بنفخة في النار.

لكن الله تعالى لم يعذب الإنسان بهذا الفراغ العاطفي، فهو أقرب إلى الوهم والخيال منه إلى اليقين والحقيقة.

 أما الحقيقة فهي أن الإنسان - كل إنسان - إذا خلا قلبه من معرفة الله وحبه وتعظيمه وخشيته والإنابة إليه ومراقبته، وإذا ضعفت صلاته وتلاوته للقرآن لم يمتلئ قلبه بشيء ولا ارتاحت روحه؛ بل ستتمزق تلك الروح في المسالك الوعرة التي لا تنتهي إلا إلى مزيد من الخيبات والحسرات.  

وكيف لا تتعذب الروح وهي توقد تحتها نار الشوق والحب والفراق والهجران.. كيف لا تتعذب الروح وقد جعل كثير من الشعراء والممثلين والمغنين من المحبوب معبوداً من دون الله؛ يألهه المحب ويعظمه ويترقب رضاه ويتحسس قربه ويبذل له الدموع والأشواق! 

"فتلك إذاً عبادتهم..".

وعلى كل مبتلى بالفراغ الروحي أن يحمي نفسه من مسبباته التي سلف ذكرها، فإن الحمية رأس الدواء.

والله تعالى جعل لنا في الدنيا جنة لا تدخلها أرواح الناس إلا من طريق الصلاة وإحسانها وتلاوة كلام الله ودعائه والتذلل بين يديه.. عند ذلك ستنتهي قصة الفراغ الروحي التي صنعها الشيطان باسم العاطفة وساق الناس إليها.

وأدلك على مثال عملي...

إذا كنت شاباً وقد ابتليت بشيء من هذا فاهرع اليوم للمكث في مسجد حيِّكم، من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء واخل بكتاب الله تلاوة مستشعراً أنك في ضيافة الله، تكلمه وتناجيه، ثم حدثني عن روحك.

وإذا كنتِ فتاة افعلي مثل هذا في زاوية غرفتك وعلى سجادتك..

وإن صلاة فرض واحد بخشوع وإطالة ودعاء كفيلة بغلق الباب الذي يأتي منه هذا الفراغ.

والكلام على الفراغ الروحي لا ينطبق على حاجة الإنسان العاطفية المعقولة كالمغاضبة بين الزوجين مثلاً، بل هو دعوه لإعادة النظر في كيفية ملء هذا الفراغ بوسائل ترفع الروح وتقوي الصلة بالله.

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow