تنصل أهله عن أحتوائه

قصة طفل تخلى عنه أقرب الناس له وتركوه للمصير المجهول

Mar 23, 2024 - 03:51
 0  65
تنصل أهله عن أحتوائه

تنصل أهله عن أحتوائه وتركوه للمصير المجهول

عندما يكون الخذلان من أقرب الناس إليك يكون أشد ألماً ووجع ،فما بالكم بطفل تحت السن القانوني يتعرض لخذلان من أهله في عز حاجته لهم .

الأطفال منذ نعومة أظافرهم يعيشون في تعطش دائم للأهتمام والأحتواء والحب وينشدون الإرتواء من ينبعه الجوهري .

المتمثل في الأسره ومن ثم كل من يحيطون بهم إن لم يشبعو حاجاتهم النفسيه فبلا شكٍ سيصبحون فريسة سهله يسهل الأنقضاض عليها وسقوطها في مستنقع الضياع والأنحراف،

وقصتنا اليوم حقيقيه ويرويها لنا بطل القصه ويقول :- 

كنت أعيش مع أبي وأمي وأخوتي بسلام وفي يوم حدثت مشكله بين أبي وأمي وعلى إثرها والدي طلق والدتي .

عشت فتره من الزمن عند أبي ثم بعد ذلك ذهبت لأمي وعشت عندها وعند خالي لمدة أربع سنوات وفي يوم من الأيام حصل حادث سيارة لأمي وتوفت وبعد ذلك عشت أنا وأخوتي عند خالي.

بدأت حلقات الجو الأسري تتساقط حلقة تتلوها الأخرى، ويطفو على السطح التشتت الأسري الذي رمى بنتائجه القاسيه والمدمره على الأطفال 

ويكمل بطل القصه قائلاً:-

وبعد موت أمي لم نستطع العوده لأبي لأن خالتي زوجة أبي كانت قاسيه وعنيفه علينا جداً. 

هذا الطفل ضحيه من ضحايا الأسر المتفككه ضحية فُقدان الأم وضيحة الأب الأناني الذي كان يعيش في وادي وأطفاله في وادي اخر والطفل ، هذا هو من أطفال الشوارع الذين يخرجون من الصبح لايعودو إلا في أخر  

الليل.

من للطفل بعد فقدهُ لأمه غير حضن أبيه يحتويه ، لكن حين تعترض الطفل تصرفات قاهره أو أن المعطيات تنُذر بحدوث تعنيف فهذا كفيل منعه عن الإرتماء في حضن والده وتبعده عنه أميال كثيره ، بل وتدفعه للبحث عن البديل المجهول .

كُنت أدرس و أمي مازالت على قيد الحياه ، وبعدما توفت أمي توقفت عن المدرسه ، وكنت أذهب للعمل لكي أصرف على نفسي وكنت لاأريد أن أكون عبئاً ثقيلاً على خالي ، لأنني كنت أُحب خالي جداً ولا أريد أن أخسره ،

كنت أحبه أكثر من أبي لأن أبي كان مهتم بزوجته الثانيه فقط ولا يسأل عنّا أبداً

ماتت أمهُ وغابت عن دنيااه وأنسحب والده وتملص عن مسؤلياته تجاه أبناءه.

فمات الأمل في عينيه وألتفت للأعتماد على نفسه سعياً منه لتوفير إحتياجاته لكنه للأسف إنزلق بمستنقع السرقه......!

ويكمل بطل قصتنا قائلا:-

وفي يوم وأنا أسير في السوق رأيت أكياس صغيره من السكر فسرقت واحده وذهبت بها إلى بائع السندوتشات وبعتها له لكي أسد جووعي فقد كنت جائعاً جدا ً

وبعد ذلك جاء صاحب الدكان الذي سرقت منه الكيس الصغير

 للسكر ويسمى بلهجتنا( قطمه )فأمسكني وأخذني إلى قسم الشرطة .

لقد إنزلق إلى الطريق الخاطئ فالجوع أحكم سيطرته على عقله وتصرفاته .

ويكمل بطل القصه  

وعندما أخذوني إلى قسم الشرطه كنت خائفا جداً ، وقد كنت أبكي بشده خوفاً من الذي سيحدث لي، وبعد ذلك عندما حققو معي و عرفوا أنني سرقت من أجل أن اسد جووعي، أخذوني إلى دار الأحداث وقد كنت متخوفاً منها لاأعرف ماالذي سيحدث لي فيها، وبعد ذلك تم حبسي لمده ثلاثه أشهر لتأديبي على السرقه التي قمت بها ،وبعدا ذلك أفرجوا عني وعاملوني بكل حبٌ وود لكني كنت أريد العوده لبيت خالي حيث يعيش أخوتي. 

وكنت دائما عندما أتصل لخالي لكي يأتي ليأخذني من الدار أريد العودة إلى البيت كان يوعدني أنه سوف يأتي غداً ، سوف أتي ونعود سوياً للبيت....... ولكنه للأسف كان يكذب عليا دائما ......

لقد كنت أُحب خالي وأخوتي كثيراً 

أستمرت الوعود والمماطله كثيراً الولد تعب كثيراً وقلبه يحمل كل ذلك الشوق والحب لأهله لكن للأسف قُوبل بكل قسوةً قاتله ووابل من الكلمات القاهره وقد تسببت في إنهياره.

وعند الأتصال لهم من قبل مدير الدار قالو لهم أنه لايوجد لديهم مال للسفر إلى المدينه ، فتعهد لهم مدير الدار أنه سوف يعطيهم المال للمواصلات ، عليهم فقط الحضور لإستلام الولد ، وهم في المكالمه تدخل الخال وقال لمدير الدار 

لاتصدق هولا كلهم اللي قالو لك أنه لايوجد لديهم أموال للمواصلات ماهي إلا كذبه منهم، لأنهم لايريدون استلام الولد وإخراجه من الدار .

كشف الستار للولد وصُدم بحقيقةٍ مُره لم يستوعبها عقله الصغير . سمع عبارات ماأقساها وماأشدها في عذابها ووجعها لقد وقعت على سمعه مثل الصاعقه ، لقد كان يعيش على أمل الحُب والإحتواء الوهمي للذين حبهم كبديل عن غياب والده ، لكنه اليوم بات يُقاسي الألم من جور ما سمع منهم.

فبالله عليكم مامصير هذا الولد الذي تخلى عنه خاله وأسرته وتنصلوا عن أحتوائه.

لم يفكروا أبداً أنه في ذمتهم إلى يوم الدين، ولم يحسبوا أن الدنيا دواره وقد يحدث لاأبناءهم ماحدث له .

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow