معجزة المدائن وقبلة الملوك

قصر قديم في اليمن بني بطريقه فنيه معمارية مذهله

Mar 4, 2024 - 02:31
 0  64
معجزة المدائن وقبلة الملوك

معجزة المدائن وقبلة الملوك

أُحجية عجيبه والكثير لايعرف عنها. 

أول قصر بعد الطوفان وأول قصر بني على الأرض ،بعد أن زآل كل شيء على وجه الأرض بسبب الطوفان ،أمر سام بن نوح ببناء قصر على جبل عطان في اليمن ، ولكن أخذ طائر كبير [ توجد صور للطائر في النقوش القديمه ] خيط البناء إلى جبل نُقم ومن هُناك بني القصر الذي لم يشهد له التاريخ مثيل 

تلك إحدى الروايات التي سمعنا بها عن بناء قصر غمدان .

وفي إحدى الروايات والأخبار 

يُعد غمدان من أهم إنجازات دولة سبأ الحضارية والعمرانية في القرن الثاني الميلادي. ومن آثار القصر المهمة «الجامع الكبير»، أقدم مسجد في اليمن أنشأه الصحابي وبر بن يحنس الخزاعي سنة( 6 هـ - 627م،) بموضع بستان باذان، ووُسِّعَ عبر عدة قرون إلى أن اكتملت صورته الحالية، وله اثنا عشر باباً ويحيط بفنائه الأوسط( 183 )عموداً، على أحد أبوابه نقوش بالخط المسند، ويحتوي على مكتبتين تضمان ألآفاً من نفائس المخطوطات. يشار إليه أحيانًا باسم برج غمدان، بسبب تصميمه العمودي. ويتم تمثيل تاريخ قصر غمدان في العديد من الأساطير والحكايات، وورد ذكره في كثير من قصائد الشعر العربي، وتغنى الشعراء بجماله وروعة بناءه 

وفقاً للآثار المكتشفه، تم تأكيد أن أول ذكر لقصر غمدان كان في عهد الملك اليشرح يحضب الأول خلال الثلث الأول من القرن الثاني الميلادي، وفي النص ، أطلق هذا الملك على نفسه: (اليشرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان صاحب قصر سلحين وغمدان).لاحقاً ذكر اسم قصر غمدان في عدد من نقوش القرن الثالث الميلادي، منها النص 

 وفيه تلقب شاعر أوتر في أوائل حكمه بلقب: (شعرم أوتر ملك سبأ وقصر سلحين وغمدان)، وسلحين هو قصر الملوك ومستقرهم في مأرب، وقد أخذت صنعاء تنافس مأرب منذ هذا الزمن حتى حلت محلها في الأخير.

وفي النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ورد اسم القصر في نص ، من عهد الملك اليشرح يحضب الثاني ويصفه اتباعه بقولهم: (اليشرح يحضب وأخوه يأزل ملكي سبأ وذي ريدان أبناء فرع ينهب ملك سبأ في قصر سلحين وغمدان)،

كما ورد اسم قصر سلحين وغمدان في عهد اليشرح يحضب الثاني في نص آخر موسم ، ومع سيطرة الريدانيين على مأرب وصنعاء في الربع الأخير من القرن الثالث الميلادي، حلت ظفار يريم وقصورها مكان قصري سلحين وغمدان، عاصمة ومقر لملوك سبأ.

وفي وصف قصر غمدان زعم ابن الكلبي أنه كان سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعاً، أي أنه كان بإرتفاع سبعون متراً، إرتفاع كل سقفين منه عشرين متراً. بينما ذكر أبو محمد الهمداني أنه كان عشرين سقفاً، بين كل سقفين عشرة أذرع، أي أنه كان بإرتفاع خمسون متراً، إرتفاع كل سقفين منه خمسة أمتار.وبحسب هؤلاء الأخباريون يكون أرتفاع غمدان ما بين خمسون وسبعون متراً، أي مقارب لإرتفاع هرم منقرع. وفي وصف غمدان قال ابن الكلبي:«إن ليشرح يحضب أراد اتخاذ قصر بين صنعاء وطيوة 

تفاصيل القصر من الداخل ستنذهل عند قرائتك له .

 هُنا نشرح جمال القصر وعظمته ، بني على أربعة أوجه: وجه أبيض ووجه أحمر ووجه أصفر، ووجه أخضر، وبنى في داخله قصراً على سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعاً، وكان ظلّه إذا طلعت الشمس يرى على عينان وبينهما ثلاثة أميال، وجعل في أعلاه مجلسا بناه بالرخام الملون وجعل سقفه رخامة واحدة، وصيّر على كل ركن من أركانه تمثال أسد من شبه كأعظم ما يكون الأسد».وقد شاهد أبو محمد الهمداني بقاياه تلاً عظيماً كالجبل، وقال:«كان الذي بنى غمدان اليشرح يحضب، فلمّا نظر إلى ظله بالغداة قد بلغ إلى سفح عيبان، كف عن البناء»

أساطير وقصص عن خراب القصر،

تختلف الروايات والأخبار عن خراب قصر غمدان، وقد أورد محمد بن إسحاق ، عَنْ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رواية مفادها أن الأحباش هم من خربوا قصر سلحين وغمدان وبَيْنون خلال الحرب الحميرية ، الحبشية، والتي كانت بدايتها[ عام 523 م وانتهت مطلع 530م] بمقتل يوسف أسار يثأر الحميري، واحتلال اليمن. بينما نجد روايات أخرى تشير إلى ذكر قصر غمدان في عهد الملك الأسطوري سيف بن ذي يزن، ووفود العرب عليه وهو على عرش غمدان، وهي رواية زرعة بن سيف بن ذي يزن (ابن الملك) وابن عباس ومحمد بن السائب الكلبي.

وذكر غمدان في عدد كبير من قصائد مدح سيف ذي يزن، منها قصيدة أمية بن أبي الصلت التي رواها معمر بن المثنى وابن إسحاق ومحمد بن السائب الكلبي ووهب بن منبه.

وإن صحت هذه الأخبار، فأنها تدل على أن قصر غمدان تم أصلاحه بعد الغزو الحبشي لليمن أو أن رواية عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لا تصح. وقد وفق الجاحظ بين الروايتين بقوله:(فلما ملكت الحبشة اليمن أخربته إلا بقايا هدمها عثمان بن عفان رضي الله عنه في الإسلام. وقال: ينبغى لمآثر الجاهليَّة أن تُمحى )

ونجد ذكر قصر غمدان في أخبار الردة، حيث يذكر الواقدي ومعمر بن المثنى وأبو مخنف رواية مفادها أن قبيلة مراد بقيادة فروة بن مسيك وقيس بن مكشوح سيطرت على قصر غمدان، وقتلت قائد حركة الردة الأسود العنسي، ونسب معمر بن المثنى وأبو مخنف إلى ابن مكشوح شعراً يذكر قتله للعنسي، بقوله:

دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون قومه

من بعد طول عتاب

فسرنا اليه ما لنا ثَم خامسٌ

سوى الله ان الله خير مجاب

فجللته في رأس غمدان ضربة

بكف مرادي النجاد لباب

وكنت امرأ في مذحج ذا أرومة

نصابي منها بعدُ خير نصاب

أخبار تهدم وخراب قصر غمدان، فيها تضراب، وتناقض، ولم يذكر المؤرخين الأوائل قصة خراب هذا القصر. إلا أننا نجد قصة الخراب لدى المؤرخين مؤرخي القرن الثالث، فذكر الجاحظ والمسعودي أن من خرب القصر هو عثمان بن عفان،قال الجاحظ:( هدم عثمان صومعة غمدان )

وفي مزاعم الحموي عن موارده قال: (هُدم غمدان في أيام عثمان بن عفان ، فقيل له: إن كهّان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يقتل، فأمر باعادة بنائه. فقيل له: لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان، فتركه. وقيل: وجد على خشبة لما خرّب وهدم مكتوب برصاص مصبوب: اسلم غمدان هادمك مقتول، فهدمه عثمان، رضي الله عنه، فقتل)

وزعم ابن المجاور أن من خربه الخليفة الثالث عمر بن الخطاب. 

ومن تناقض الروايات ما رواه الصنعاني بقوله:[لم يزل غمدان قائما حتى هدمه فروة بن مسيك المرادي بأمر رسول الله  صلى الله عليه وسلم، وقد قيل هدم في أيام أبي بكر ، وقيل: هدم في أيام عثمان ، وقيل: أمر رسول الله باذان فهدمه؛ والله أعلم أيّ ذلك كان ]وذكر الصنعاني رواية مفادها أن قصبة صنعاء بنيت من حجارة قصر غمدان، قال:[إن عامة عمارة قصبة صنعاء إنما عمّرت بنقض غمدان]

سافرنا بخيالنا إلى تاريخ قديم لليمن السعيد مُنذُ الأزل وهو مهد الحضارات، إلا إنها لم تحظى من إهتمام باالأثريات وعلم الحفريات 

إن التاريخ اليمني مشهود له بعمق وأصاله حضارية، حتى إن القرآن الكريم ذكر جزءاً من تاريخه كما كان من مملكة سبأ.

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow