يتيمه وأمي على قيد الحياه

انفصال الوالدين وتشتت الأبناء وضياعهم

Mar 5, 2024 - 19:59
 0  70
يتيمه وأمي على قيد الحياه

يتيمه وأمي على قيد الحياه

بسبب قلة الوازع الديني يكثر الطلاق في مجتمعنا وتكثر المآسي ونسمع الكثير والكثير من القصص الحزينة والمؤلمة. 

إنفصال الوالدين من أكبر وأعمق المشاكل التي تسبب في تشتت الأبناء وضياعهم ، صدعٌ غائر في نفسيتهم ونتائجه كارثيه لايُحمد عقبااه خاصة حين يزج بهم عنوة، لتصفية حسابات الوالدين وإيلام بعضهم البعض وها نحن اليوم نروي لكم قصه واقعيه حدثت بالفعل ...

وتروي لنا بطلة القصه قائلة :- أنا واحده من ضمن ست خوات وأبي وأمي منفصلين عن بعض

ويوجد مننا من عاش مع أبي ومننا من عاش مع أمي طبعاً أنا والنصف من خواتي الكبار عشنا مع أبي 

ولم أكن أعرف أمي أبداً ولاحتى أتذكرها ولا أتذكر أي ملامح منها، وقد كان أبي شخصٌ جبروت جداً وقاسي القلب وكان قاسياً بشكلٍ لايوصف وكان لي أخ كبير، وقد كان طباعه مثل أبي وأكثر قساوة منه وكان أخي الكبير راضٍ كل الرضا عن كل تصرفات أبي

 

أبي الذي لم يأخذنا حباً فينا بل أخذنا لأجل أن يقهر أمي ويوجع قلبها علينا 

فكان يحسسنا أننا حملٍ ثقيلٌ عليه 

 زوج أخواتي الأكبر مني وصرف مهورهن ، علشان بس يتخلص من مسؤوليته تجاههُن، ولم يتبقى إلا أنا وأخي الذي يكبرني بسنة واحده، وكنت أنا وأخي نحتاج من يرعانا ويتحمل مسؤليتنا 

بدأ أبي بالمتاجره فيني وأنا مازلت طفلة صغيره لم أتعدى السنتين، تخيلو طفله بهذا العمر الصغير ، أبوها يتاجر فيها (يبيعني لعائلات مقابل مبلغ من المال ) 

علشان بس يتخلص من مسؤليته وحمله الثقيل تجاهها عشت عند الأسرة التي باعني أبي لهم سنتين لما صار عمري أربع سنوات، وفي يوم من الأيام جاء أبي ليأخذني منهم وأدعى عليهم إني مخطوفه عندهم ، وفعلاً إسترجعني منهم وبعد فتره من الزمن

باعني لأسره ثانيه لم يكن معهم أطفال 

صدمة لايتقبلها عقل بشرٌ سوي أيُعقل أن يبيع أب إبنته،

 فكيف لقلبه ان يهنأ الحياه؟.... وطفلتة تستظل تحت سقف غيره

هل ماينبض في صدره قلب بشر أم أستبدل بحجر.

وتكمل بطلة القصه قائله :-

الأسره الثالثه عشت عندهم سنه تقريباً وقد جاء أبي ليفعل مافعله بالأسره التي قبلها، وإتهامهم بأنهم خطفوني، وإسترجعني مرةً أخرى وطبعاً أخي الكبير كان قاسي جداً، ويوافق أبي على كل تصرفاته وموافق على الضرب وعلى البيع، يعني كأنو كان جزء لا يتجزأ من أبي و تصرفاته معي كانت اقسى من أبي كثيراً

وكان لدي أخ ثاني الذي أخبرتكم عنه بداية القصه ، هو أكبر مني بسنه وكان يحبني كثيراً جداً وأنا أحبه كثيراً وكُنا متعلقين ببعضنا 

جداً

 بعد ذلك عندما بلغ عمري ثمان سنوات قرر أبي التخلي عني وعن أخي تماما وفي يوم كلم أبي أخي الكبير بأن يأخذنا إلى بيته فكان أخونا الكبير يقسُو علينا ويضربنا ويهيننا ويحرمنا من الأكل ويحرمنا من اللعب،

وكان يتعامل معانا بوحشيه، ويميز بيننا وبين أبنائه لكن زوجة أخي كانت رحيمة بنا...

تخيلو طفلان إنعدم من حياتهم الملجأ و

الأمن والحضن الحاني لم يعرفا من الحياة غير التشرد والشتات والقسوه 

فكان المجهول هو المصير المحتوم لهما.

وتكمل بطلة القصه قائلة :-

وفي يوم من ألايام بعد أرُهِقنا من التعب ،و من الضرب والأهانه وقد تحملنا مالايتحمله بشر فقررنا أنا وأخي الهروب من الجحيم الذي كنا نعيش فيه وقد كان عمري تسع سنوات وأخي عمره عشر سنوات، وبعد أن هربنا التقينا بشخص طيب جداً

وسألنا من أين أنتم ومن أين جئتم ؟

فقلنا له أننا لايوجد لدينا أحد 

فقال لنا :-

الشارع ليس ماؤاكم 

 لأنه ليس مكان آمن عليكم سوف آخذكم الى دور الرعايه لكي تتلقوا العلم والرعايه فوافقنا وذهبنا معه فقد أخذ أخي إلى أحد الدور الخاصه باالأولاد، وأنا أخذني معه الى منزله وقد كان مع الرجل الطيب ثمان بنات، 

تشرد قاتل لطفلة لم تتجاوز العاشره من عمرها فهذه الأسرة الخامسة التي تحط الطفله رحالها بين أحضانها أليس هذا جرم كبير لايغتفر وذنب لايبرر أبداً

وتكمل بطله القصه 

وأنا طبعاً كنت قد أخبرت الرجل الطيب عن وضعنا أنا وأخي وماذا حصل لنا من أبي وأخي الكبير فأخذني إلى دار الأمل لكي اعيش فيه !!!

وكانت الدار هي المحطه السادسه التي أعيش فيها وبعد سنين من دخولي الدار عرفت ان أخي الأكبر مني الحنون عليا قد خرج من الدار التي كان يعيش فيها وقد كان عمره عشرين سنه وأنا عمري 19 سنه،

 وطول هذه السنين التي مضت لم نلتقي ببعضنا أبداً فتحدثت إلى إدارة الدار أنني اريد البحث عن أخي وأمي وفعلا بدأ البحث عنهم بالمحافظه التي كنا نعيش فيها مع أبي وفي تلك الفتره عاد اخي الى الدار نفسه وقد اخبروه أنني أريد أن التقي به وبالفعل التقينا وقد كنت سعيدة جداً لأنني كنت قد توقعت أن أخي قد مات .....

فهو شقيق الروح وأملي الوحيد وكان كعافية سرت في جسدي فلقاءه بعد سنيين من الحرمان كان إيذاناً لي ببزوغ فجر حياتي من جديد .

وبعد ذلك قامت ادارة الدار بالتقصي عن أمي والبحث عنها وبعد سنه من البحث توصلوا إلى رقم خالي وقد كان عمري عشرين سنه وبعد التواصل مع خالي، وصلوا لأمي فكانت فرحتي لاتوصف لأنني لم أكن أعرفها تماماً أمي التي إنحرمتُ منها بسبب أبي وقسوته وجبروته أمي التي عشت سنيين عمري وأنا يتيمه وهي على قيد الحياه وكان ابي قد اخدني منها وأنا عمري ستة أشهر ،وبعد ذلك بلغوها أنني في الدار فجاءت أمي إلى الدار وعندما طلبو مني أن أنزل إلى أمي قالوا لي من هذه قلت لهم أمي، فإرتميت بحضنها ليس لأني عرفتها ولكن للشبه الكبير بيني وبينها فقد كنت نسخة منها

فقد انتزعوا عنوة من حضن أمهم فلم ينعمو بحنانها ويعيشوا حياتهم معها بل أنهم وجدوا أنفسهم في بيئة لغه الخطاب فيها القسوة والتعنيف والتنصل من المسؤليات .

والوازع الديني هُنا إن غاب فما من رادع للنفس الأمارة بالسوء والظلم فهذا الأب آمن العقاب فأقدم على جرم لايقبله ولا يستوعبه عقل بشري سوي وكانت الضحيه هي إبنته التي تجرعت كل مرارة الحياه بسبب أنانية الأب المجرد من الحنان 

أللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة

ماذا كان شعورك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow